شدد الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد على حرصهما على «الاستمرار في تعزيز التعاون» في المجالات كلها بما يخدم مصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة، للتعاطي مع «مصالح وتهديدات مشتركة» لدى بلديهما. وأكدا ضرورة «توحيد» موقف الدول الإسلامية تجاه قضاياها. وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان وجود «النية الصادقة والحقيقية والرؤية الإستراتيجية بين سورية وتركيا وإيران لتحويل هذا المناخ الإقليمي إلى مناخ فعال يغيرمستقبل هذه المنطقة»، معربة عن «الأمل بأن ينضم العراق قريباً إلى هذا الثلاثي». وكان الأسد وأحمدي نجاد التقيا مساء أول من أمس على هامش انعقاد قمة «لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري» التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في اسطنبول بمشاركة 14 من زعماء الدول الأعضاء. وعقد اللقاء في حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم والدكتورة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي سوري أن الرئيسين بحثا في «التعاون القائم بين البلدين الصديقين وآفاقه المستقبلية مؤكدين حرصهما على الاستمرار في تعزيزه في المجالات كلها بما يخدم مصالح الشعبين ومصالح شعوب المنطقة والدول الإسلامية»، إضافة إلى تناولهما «المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدا ضرورة توحيد الموقف الإسلامي تجاه قضايا المسلمين الجوهرية عبر منظمة المؤتمر الإسلامي». وأضاف أنهما «أكدا أهمية القمة الاقتصادية في مواجهة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية وفي تنسيق جهود الدول الإسلامية لرفع مستواها الاقتصادي والمعيشي لتصبح قوة اقتصادية مؤثرة في الاقتصاد العالمي». من جهتها، قالت مصادر إيرانية إن الرئيسين اعتبرا أن «مقاومة شعوب المنطقة أمر مؤثر ومهم»، وشددا على أن «وحدة الدول الإسلامية من شأنها إفشال مخططات الأعداء». وأشارت إلى أن طهرانودمشق لديهما «مصالح وتهديدات مشتركة»، ما يتطلب ضرورة «وجود تعاون وتنسيق مطلوبين بين البلدين على شتى الأصعدة». إلى ذلك، نقلت شعبان في تصريحات صحافية في اسطنبول عن الأسد قوله إنه «لا يجب أن نتخيل أبداً أن ازدهارنا أو استقرارنا أو استقلالنا يمكن أن يكون سلعة مستوردة، لكن نحن الذين نصنع استقلالنا واستقرارنا وازدهارنا، والمناخ الإقليمي من أهم الأشياء التي يجب العمل من أجل تحسينها». وزادت أن أجواء لقاءي الأسد مع الرئيس التركي عبدالله غُل وأحمدي نجاد على هامش القمة الاقتصادية «تشير إلى النية الصادقة والحقيقية، والرؤية الإستراتيجية بين سورية وتركيا وإيران لتحويل هذا المناخ الإقليمي إلى مناخ فعال يغير مستقبل هذه المنطقة، ونأمل بالمستقبل القريب أن ينضم العراق في شكل فعال إلى هذا الثلاثي». وكانت القيادة المركزية ل «الجبهة الوطنية التقدمية»، وهي أعلى هيئة سياسية في سورية، أعربت بعد اجتماعها في دمشق عن «الارتياح للتطورات النوعية التي تشهدها العلاقات السورية - التركية التي عبرت عن نفسها من خلال مجموعة من الخطوات العملية التي تخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين». واعتبرت أن «العلاقات الجيدة بين دول الجوار توفر أجواء إيجابية في المنطقة وتحصن دولها وشعوبها ضد التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية»، مشيرة إلى أن «الأجواء العربية آخذة بالتحسن والانفراج على قاعدة إحياء التضامن العربي وتفعيله بما يخدم المصالح القومية العليا للأمة العربية». وأكدت القيادة التي استمعت إلى تقرير سياسي من نائب الرئيس فاروق الشرع، «تمسك سورية بتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى المرجعيات الدولية، كما شددت على ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه الوطنية المشروعة».