خلّف اختيار رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الوزيرين شربل نحاس وفادي عبود ممثلين ل «التيار الوطني الحر» في الحكومة الجديدة تداعيات تبقى في حدود اكتفاء عدد من الناشطين في التيار على المستويين القيادي والتنظيمي بتسجيل ملاحظاتهم على استبعاد المحازبين من الحكومة باستثناء الوزير جبران باسيل باعتبار انه الوزير السياسي الوحيد كما نقل عن «الجنرال» قوله أمام العشرات من الكادرات الرئيسة وإن الأخيرين أي نحاس وعبود اختيرا للاهتمام بملفات وزارتيهما. وفي معلومات خاصة ب «الحياة» ان بوادر الاعتراض جاءت من نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرا، الذي احتج على المعايير التي اتبعها عون في اختياره للوزراء وكاد يصطدم معه في اجتماعهما ليل أول من أمس في الرابية، لكنه آثر عدم الذهاب بعيداً في الاختلاف مع «رفيق السلاح» لئلا يقال ان موقفه نابع من اعتبارات شخصية لا تمت الى الواقع السياسي بصلة. وبحسب المعلومات، فإن التداعيات المترتبة على اختيار عون لممثلي «التيار» في الحكومة لا تعود الى اعتراض عشرات الكادرات والمسؤولين على نحاس وعبود وإنما على آلية الاختيار التي تجاوز فيها عون رغبتهم في انتقاء الوزراء من داخل التنظيم لأن من غير الجائز استبعاد المئات من الكفاءات. وفي هذا السياق قال ناشطون في التيار فضلوا عدم ذكر أسمائهم ل «الحياة» ان أحداً منهم لا ينتقص من كفاءة نحاس وعبود مع أن عون وعد الأخير بأن يسند اليه حقيبة الصناعة باعتباره من المختصين في هذا المجال وهو يرأس حالياً جمعية الصناعيين في لبنان، لكن كان يفترض فيه أن يعيد النظر في اختياره طالما ان هذه الحقيبة أعطيت للوزير ابراهام دادايان من حزب الطاشناق. وكشف الناشطون ل «الحياة» انهم لا يعرفون الأسباب التي دفعت عون الى استبعاد سيدة من السياحة كان وعدها بإسنادها اليها خلافاً لما أعلنه في السابق من انه سيختار الرجل المناسب في المكان المناسب. ولفت هؤلاء الى الدور المؤثر للوزير باسيل في اختيار نحاس وعبود وأكدوا ان حظوته لدى «الجنرال» كانت وراء التعامل معه باستمرار على أنه وزير الوزراء وأنه الوحيد الذي تبقى كلمته مسموعة في ظل غياب الآلية التنظيمية التي يفترض اعتمادها في اتخاذ القرارات. وأكد الناشطون ان باسيل هو الرابح الأوحد في الحكومة وأنه الوزير «الكاسر» الذي يفرض رأيه على التنظيم سواء لجهة استبعاد محازبين من الحكومة أم آخرين من دائرة القرار. وسأل الناشطون عن مصير الوعود التي كان أغدقها عون على عدد من المرشحين بتوزيرهم في حال عزوفهم عن خوض الانتخابات النيابية الأخيرة وبينهم النائب السابق كميل خوري من داخل «التيار» والنقيب السابق للمحامين في بيروت شكيب قرطباوي الذي يعتبر واحداً من أبرز المتحالفين معه. وأوضحوا انهم لا يزالون يجهلون الأسباب التي حالت دون اسناد السياحة لخوري خصوصاً ان لا مبرر لتفضيل عبود عليه وسألوا في الوقت نفسه هل ان قرار عون المجيء بوزراء منتجين الى الحكومة يتعارض مع الأكفياء في «التيار» وجميعهم أو معظمهم على الأقل كانوا خضعوا الى اختبار على يد «الجنرال» الذي فاجأهم باستبعادهم من دون أن يطلعهم على الأسباب. وأكد الناشطون ان لا مشكلة بينهم وبين نحاس أو عبود وأن اعتراضهم ليس موجهاً ضدهما وإنما على الاستثناءات التي يحتفظ بها عون لنفسه وتأتي غالباً لمصلحة باسيل دون الآخرين. واعتبروا ان رغبتهم في تسجيل اعتراضاتهم من ضمن الأطر التنظيمية لا تعني انهم في وارد التخطيط للانقلاب على عون الذي حصر توزير الراسبين في الانتخابات بالوزير باسيل دون الآخرين مع ان الاعتبارات التي اعتمدها لتوزيره تنطبق على المئات من المناضلين في «التيار». وأكد الناشطون انهم أرادوا أن يسمعوا صوتهم لعون الذي يحاول الآن استيعاب ردود الفعل بإيعازه للمعنيين في «التيار» بترتيب لقاءات لنحاس وعبود مع الكوادر الرئيسة، ليس للتعارف فقط، انما للمباشرة في بناء علاقة متينة بين المحازبين من جهة وممثلي التيار من جهة ثانية. وشددوا على أن لبنان يقف الآن مع تشكيل الحكومة الجديدة أمام مرحلة سياسية جديدة تستدعي تفعيل دور التيار تنظيمياً أولاً وأخيراً لقطع الطريق على من يحاول أن يوحي، كلما شارفنا على الانتقال من حقبة سياسية الى أخرى، وكأن هناك صراعاً بين ما يسمى «بالباسيلية» نسبة الى الوزير باسيل وبين التيار.