كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن السعودية سلمت العراق أخيراً، مجموعة كبيرة من الآثار الخاصة بها، مؤكداً أن المملكة تعمل بشكل قوي على التعاون مع دول العالم والشرطة الدولية «الانتربول» والمنظمات الدولية والإقليمية المعروفة بمحاصرة قضايا تهريب الآثار وإعطائها الأولوية القصوى. وقال خلال افتتاحه مؤتمر التراث الحضاري الوطني العربي في دورته ال19 بعنوان: «الحفريات الأثرية غير الشرعية... والمتاجرة غير الشرعية بالآثار»، في فندق ماريوت في الرياض أمس، إن المملكة ستشهد وبعناية من خادم الحرمين الشريفين، إنشاء أول معرض للآثار المستعادة في المملكة. وأضاف أن الهيئة تعمل على استعادة جميع الآثار الوطنية الموجودة خارج المملكة بالطرق السلمية، لافتاً إلى أن قطاع التراث العمراني في المملكة يشهد نقلة ضخمة في الحفاظ عليه، وبالتنقيب عن الآثار بالتعاون مع 14 دولة، إضافة إلى ترميمات كاملة للآثار الوطنية وإتاحة المواقع للزوار وتجهيزها على أسس عالمية كبيرة. وقال: «إن المملكة تعمل على إعادة تكوين شاملة للمتاحف الوطنية في طريقة استقبال الضيوف، والتعامل مع المدارس وافتتاح الفعاليات الثقافية». وكشف أن هيئة السياحة ستوقع على إنشاء خمسة متاحف رئيسية في مناطق المملكة، سيكون أولها في منطقة عسير الذي سيوضع حجر أساسه الأربعاء المقبل، إذ سيتم من خلاله إبراز التراث وآثار المنطقة. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن المملكة ستقدم ورقة عمل خلال المؤتمر حول تجربتها في تعاملها مع الحفريات غير الشرعية وبالمتاجرة بالآثار، مضيفاً إلى أن المؤتمر يسعى إلى تبادل المعلومات والاستفادة من تجارب الدول والتوصل إلى إيجاد سبل مناسبة للتصدي لمثل تلك الظاهرة السلبية التي بدأت في التزايد نتيجة عدم المعرفة في تقدير أهمية تلك الآثار. وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى الخروج بالتوصيات لإيجاد حلول إيجابية لهذا الموضوع، إذ سيشمل برنامج المؤتمر جلسات عمل خلال ثلاثة أيام تقدم خلالها الدول المشاركة أوراق عمل تستعرض تجاربها بمعالجة هذا الموضوع والمحافظة على الإرث الحضاري في الوطن العربي. من جانبه، أوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد العزيز عاشور أن التراث في أقطار البلدان العربية تتعرض لأخطار ناتجة عن التنقيبات الأثرية العشوائية وغير المرخّص لها، وأعمال السرقة والمتاجرة غير المشروعة بالآثار. ووجه نداء إلى اليونسكو لكي تطبّق بكل حزم الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي الإنساني للقدس، «وهي موقع مسجّل على قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر منذ عام 1982... وأن تعمل لوقف الحفريات غير الشرعية التي تقوم بها إسرائيل في القدسالمحتلة مؤكداً استعداد المنظمة لمعاضدة صمود (اليونسكو) إذ سيُعنى المؤتمر بالحفريات غير المشروعة التي قامت بها إسرائيل ولم تزل في الأراضي الفلسطينية». وأضاف أن المؤتمر سيتناول ما يتعرض له التراث الثقافي في العراق من أخطار تهدّد تاريخ حضارة إنسانية عريقة. وأشار إلى أن ما شهده المتحف العراقي من اعتداءات (عند احتلال العراق) عام 2003، يعتبر من أكبر عمليات سرقة الآثار في العصر الحالي، «وهو ما يستدعي عملاً عربياً ودولياً حثيثاً لمعاضدة السلطات العراقية لاسترداد الآثار المسروقة».