استنكر مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته العادية التي عُقدت في الرياض أمس، وترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التفجيرات الأخيرة في العراق الشقيق، وما خلّفته من ضحايا وآثار مدمرة، متطلعاً إلى أن تتكلل جهود الحكومة العراقية بالنجاح في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق. وأعرب من جهة ثانية عن استنكاره للتصريحات السلبية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مؤكداً أن تلك التصريحات لا تنبئ عن بوادر إيجابية لعملية السلام. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس في مستهل الجلسة على المحادثات والمشاورات والاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية مع قادة الدول الشقيقة والصديقة ومبعوثيهم، التي تركزت حول مستجدات الأحداث وتطوراتها، ومن بينها الرسالة التي تلقاها من الرئيس المصري محمد حسني مبارك، ولقاء رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجدّد خادم الحرمين التأكيد على مضي المملكة في طريق التنمية واستمرار حراكها المتنامي في مختلف المجالات، ومنها توقيع وزير المالية الثلثاء الماضي ثلاثة عقود للشركة السعودية للخطوط الحديد بقيمة إجمالية بلغت 2.390 بليون ريال ضمن مشروع سكة حديد الشمال - الجنوب بطول 2400 كيلومتراً. وكذا تدشين العبّارتين جازان وفرسان بقيمة 250 مليون ريال، إضافة إلى 135 مليون ريال للتشغيل والصيانة لمدة خمس سنوات. وتوقيع وزيري المالية والنقل عقد الإشراف على مشروع قطار مكةالمكرمة والمدينة المنورةجدة السريع بمبلغ 360 مليون ريال، إضافة إلى توقيع عقد تنفيذ المشروع ب6700 مليون ريال. كما استمع المجلس من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى نتائج الاجتماع الوزاري العربي التشاوري الذي انعقد أخيراً في العاصمة الأردنية عمان للاتفاق على موقف عربي موحد تجاه عملية السلام، وأكد أهمية ما توصل إليه الاجتماع بضرورة التحرك السريع والعاجل للدفع بعملية السلام في المنطقة على مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة الأطراف والقابلة للحياة، وذلك على أسس المرجعيات المتفق عليها دولياً والمستندة على مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وعلى ضرورة قيام المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة بالتحرك نحو إلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها وفق تلك المرجعيات، وتجميد بناء المستوطنات وتوسيعها وخصوصاً الأعمال التي تقوم بها في القدس الشريف، أو اتخاذ أي سياسات أحادية الجانب من شأنها تغيير الواقع على الأرض، والتأثير في مسار المفاوضات. وثمّن المجلس تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته لتركيا على أهمية الشراكة مع العالم الإسلامي على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ونوّه خادم الحرمين بالعلاقات الثنائية السعودية - البريطانية وتزايد الشراكة بينهما في عدد من المجالات وتزايد النمو في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية وغيرها في ما يخدم مصالح البلدين الصديقين، مشدداً على أهمية نتائج اللقاء الدوري الرابع للمنتدى السعودي - البريطاني «حوار المملكتين» الذي عُقد في الرياض أخيراً. في المقابل، وافق مجلس الوزراء على تأسيس شركة مساهمة سعودية باسم «الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني»، تكون مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة برأسمال قدره 3 بلايين ريال. ومن أهم أغراضها الاستثمار في المجال الزراعي والإنتاج الحيواني وفق دراسات جدوى اقتصادية وفنية مجدية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للسعودية من طريق توفير أكبر قدر من الحاجات الغذائية والزراعية والمنتجات الحيوانية بشكل يساعد على استقرار الأسعار داخل المملكة. كما وافق المجلس على تنظيم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بحيث تشكل برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وعضوية ممثلين لعدد من الجهات الحكومية وتختص برسم السياسات الوطنية في مجال مكافحة المخدرات. ويُنشَأ صندوق باسم «صندوق الدعم والتأهيل» من أجل دعم أسر مدمني المخدرات أثناء مدة علاجهم وتأهيلهم وتدريب المتعافين منهم لتأهيلهم للدخول في سوق العمل.