الف سعد الحريري مساء اليوم الاثنين اول حكومة له كلف بتشكيلها بعد الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي ونتج عنها فوز الاكثرية التي يتزعمها بهذه الانتخابات اطلق عليها اسم " حكومة الوفاق الوطني ". وخاض الحريري مفاوضات صعبة وشاقة مع المعارضة وخاصة مع الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون منذ ان كلف بتشكيل الحكومة في 27 يونيو' حزيران الماضي قبل ان يتوصل الى اتفاق معها لتاليف حكومة ضمت الى جانبه 29 وزيرا بما فيهم وزيران لحزب الله. وضمت حكومة الحريري مختلف التيارات السياسية الرئيسة في لبنان ابرزها تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري وحركة امل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب حزب الله الذي تمثل بوزيرين و" التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه المعارض المسيحي البارز ميشال عون. كما ضمت الوزارة حزب "القوات اللبنانية " الذي يتزعمه سمير جعجع وحزب الكتائب اللبنانية الذي يتزعمه رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل. وعاد الى الحكومة الجديدة 11 وزيرا من الحكومة السابقة ابرزهم وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية زياد بارود ووزير الصحة محمد خليفة ووزير الاقتصاد محمد الصفدي ووزير العدل ايراهيم نجار ووزير الطاقة جبران باسيل الذي كان يشغل حقيبة الاتصالات. وعينت سيدتان هما وزيرة المال ريا حفار، وهي المرة الاولى التي تتبوأ فيها سيدة وزارة المال في لبنان، ومنى عفيش وزيرة دولة. ودخل الوزارة لاول مرة الى جانب الحريري 13 وزيرا بينهم وزير الخارجية علي الشامي بينما ضمت خمسة وزراء شغلوا مناصب وزارية في حكومات سابقة. وتلا الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي مراسيم الحكومة وهي مرسوم قبول استقالة حكومة فؤاد السنيورة، ومرسوم تسمية سعدالدين الحريري رئيساً لمجلس الوزراء حمل الرقم 2838، ومرسوم تشكيل الحكومة الذي حمل الرقم 2839 وجاء فيه الآتي: ان رئيس الجمهورية بناء على الدستور لا سيما البند 4 من المادة 53 منه، بناء على المرسوم رقم 2838 تاريخ 9-11-2009 المتضمن تسمية السيد سعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء، بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء، ثم سرد أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة. المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة، ويعمل به فور صدوره. بعبدا في 9 تشرين الثاني 2009. صدر عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، بناء لاقتراح رئيس مجلس الوزراء. ثم توجه الحريري إلى اللبنانيين بكلمة مكتوبة قال فيها: "وأخيراً... ولدت حكومة الوفاق الوطني. طوينا صفحة لا نريد أن نعود إليها، وفتحنا صفحة جديدة نتطلع أن تكون صفحة وفاق وعمل في سبيل لبنان". وأضاف: "هذه الحكومة على صورة لبنان الحالي، التي تبدو في عيون البعض، صورة للخلافات الطائفية والسياسية، ولكن يجب أن نثبت لكل العالم، أنها في عيون اللبنانيين، هي الصورة الواقعية للوفاق الوطني الحقيقي". وأعلن انه يريد منذ اللحظة الأولى أن يصارح الجميع بأن "هذه الحكومة، إما أن تكون فرصة لبنان لتجديد الثقة بالدولة ومؤسساتها، فنقدم من خلالها نموذجاً متقدماً لنجاح مفهوم الوفاق الوطني في إدارة شؤون البلاد، وإما أن تتحول إلى محطة يكرر اللبنانيون من خلالها فشلهم في تحقيق الوفاق"... وزاد: "اليوم، نحن أمام اختبار وطني بامتياز. وثقتي كبيرة أيضاً بقدرة هذه الحكومة على خوضه والنجاح فيه، هذه الحكومة تأتي لتعلن نجاح التجربة اللبنانية، بالعيش المشترك والوفاق الوطني، ولتؤكد أنها في مستوى التحديات مهما تعاظمت، وأن التزام الدولة والدستور والقوانين، بوابة اللبنانيين للخلاص من أزمنة الفوضى والهجرة والعوز الخارجي". وأكد أن الحكومة تمدّ اليد للتعاون مع الأشقاء العرب، والمشاركة في جهود المصالحة العربية، وإعادة الاعتبار لدور لبنان في محيطه العربي وفي العالم، "عناوين المرحلة كثيرة، والقضايا التي تشغل المواطنين معروفة على كل صعيد، وسيكون لها متّسع كامل في البيان الوزاري". وقال الحريري إنه لا يريد أن يطلق "وعوداً في الهواء. وعدي الوحيد أن أعمل بجهد وأتعاون مع الجميع وأفتح الأبواب أمام تجديد الثقة بلبنان ودوره".