بعد أقل من أسبوع على اعتقال الشرطة الإسرائيلية المستوطن الأميركي الأصل يعقوب تايتل للاشتباه به بقتل فلسطينيين بدم بارد، كشفت صحيفة «معاريف» في عنوانها الرئيس أمس عن كتاب جديد يحمل عنوان «شريعة الملك» يوزع بين المستوطنين في الضفة الغربية أصدره حاخامان من إحدى المستوطنات قرب مدينة نابلس يتضمن «إرشادات وفتاوى دينية» لقتل الأغيار (غير اليهود). ونددت الأحزاب العربية الوطنية داخل إسرائيل بصمت المؤسسة الإسرائيلية على «الدليل لقتل غير اليهود»، وإن اعتبرت أن ما جاء في الكتاب «هو بالضبط ما تفعله إسرائيل في شكل رسمي». وجاء في الكتاب الذي وصفته الصحيفة بأنه «تصريح للقتل» وألّفه رئيس مدرسة دينيّة يهوديّة متزمتة في مستوطنة «يتسهار» يتسحاق شبيرا وحاخام آخر من المدرسة يدعى يوسي اليتسور: «في أي الحالات يمكن إيذاء غير اليهودي؟ ... على الغالب دائماً ... دائماً يمكن إيذاء من هم من غير اليهود». ويضيفان: «الأغيار الذين يطالبون بأن تكون الأرض لهم وأولئك الذين يُضعفون بكلامهم حقنا في ملكية الأرض، مصيرهم الموت». وتابعت الصحيفة أن شخصيات دينية صهيونية معروفة أوصت بقراءة الكتاب الذي يقع في 230 صفحة ويتم توزيعه في المدارس الدينية وعبر شبكة الانترنت. وتم بيع مئات النسخ الأسبوع الماضي في الذكرى السنوية لمقتل الحاخام المتطرف مئير كهانا. ويعتمد المؤلفان في تشريعهما قتل الأغيار على مئات الآيات من التوراة والأسفار الحكيمة ومقالات لحاخامات يهود من آباء الصهيونية الدينية القومية المتطرفة. ويؤكد المؤلفان أن قتل من يخالف «وصايا نوح السبع» من الأغيار مشروع: «في كل مكان يشكل فيه الأغيار خطراً على حياة شعب إسرائيل يسمح بقتلهم حتى لو كانوا غير مسؤولين عن الوضع الذي نشأ». ويضيفان: «كذلك كل من يساعد على قتل يهود». ويتابعان أن القتل في هذه الحالات لا يحتاج إلى إذن من الأمّة (السلطة) وبإمكان الأفراد القيام به. ويشرعان أيضاً قتل الأطفال الأغيار «إذا تبيّن أنهم سيكبرون من اجل أذيّتنا»، كذلك «يُسمح بقتل أطفال زعيم شرير من أجل الضغط عليه ليكف عن أعمال الشر». ويعتبر المؤلفان «كل من يتبع للشعب العدو عدواً لأنه يساند القتلة»، كما يحضان على الثأر والانتقام من أجل الانتصار على الشر، «والقيام أحياناً بأعمال فظيعة ضد الأشرار بهدف ايجاد ميزان رعب صحيح». ويوجز المؤلفان أفكارهما على النحو الآتي: «وجدنا في التوراة أن الأغيار مشتبه بهم على الدوام بسفك دماء إسرائيل ... وأثناء الحرب يتعزز هذا الاشتباه ... أيضاً ثمة مكان لقتل الأطفال الذين لا يخالفون وصايا نوح وذلك حيال الخطر المستقبلي الكامن في حال ترعرعوا وكبروا ليصبحوا أشراراً مثل ذويهم». وذكّرت الصحيفة «معاريف» بأنه سبق أن صدر كتاب مماثل عام 1996 بعنوان «توضيح الموقف التلمودي (الديني اليهودي) من قتل الأغيار»، وجاء فيه أنه «في الحرب التي لم تحسم بعد، يسمح قتل الأطفال والنساء من أبناء الأغيار الذين نحاربهم، حتى لو كانوا لا يشكلون خطراً مباشراً، فهم قد يساعدون العدو خلال الحرب». وتعقيباً، بعث رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي البرلمانية النائب الدكتور جمال زحالقة برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز طالبه فيها بالتحقيق مع مؤلفي الكتاب وتقديمهما للمحاكمة وبإصدار تعليماته بحظر نشر الكتاب وتوزيعه. وأضاف في بيان أصدره: «ما يقوله مؤلفا الكتاب هو بالضبط ما تفعله إسرائيل في شكل رسمي، والفارق هو أن اسرائيل تحاول أن تبرر جرائمها، فيما يقول مؤلفا الكتاب أن لا حاجة للتبريرات وإن قتل العرب مطلوب ومرغوب به». وقال رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة معقباً إن «ماضي عصابات المستوطنين وحاضرها لا يجعلنا نُفاجأ من صدور كتاب كهذا وبمضامينه التي نقرأها، لأن هذا ما يتم تنفيذه على الأرض تحت سمع وبصر المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة، ولهذا فإن المؤسسة شريكة في جريمة صدور هذا الكتاب وتوزيعه». وأضاف إن هذه الأجواء «هي الدفيئة الطبيعية لكل الإرهابيين والقتلة الذين بغالبيتهم الساحقة إما أنهم طلقاء أو أنهم اعتقلوا لفترات قصيرة ثم تم تحريرهم أو أنه فرضت عليهم أحكام هزيلة وبعدها حصلوا على العفو». وتابع: «هذا كله ترخيص مؤسساتي واضح لقتل العرب». وحذر من الاستمرار في غض الطرف المؤسساتي الرسمي عن نشر هذا الكتاب وغيره من المنشورات «لأن من يسكت على جريمة كهذه سيكون شريكاً ومسؤولاً مباشراً عن كل الجرائم التي ستقع لاحقاً بوحي هذا الكتاب وتعاليمه الدموية الإرهابية».