بانكوك - أ ف ب - في قلب أدغال جنوب شرقي آسيا تعيش أكبر زهرة في العالم، وهي تتمتع بشكل بيضوي كبير وممتلئ، صممتها الطبيعة لجذب الحشرات بإعطائها رائحة ولوناً شبيهين باللحم المتعفن. وسميت هذه الزهرة الغريبة «رافليزيا»، تيمناً بالمستعمر الشهير سير ستامفورد رافلز الذي اكتشفها في بورنيو في عام 1818، الا انها اليوم مهددة بالزوال جراء حملات قطع الأشجار وقطفها لاستعمالها في الطب التقليدي. لكن في إطار خطة ماليزية يتم الآن تدريب مجموعات من السكان الأصليين الذي كانوا في الماضي يجمعون براعم هذه الازهار بكميات كبيرة على العمل كحراس لها ومرشدين للسياح البيئيين. وتقول لونغ كاداك التي تنتمي الى قبيلة سيماي في أولو جيرو: «كنا نقطف هذه البراعم ونبيعها للتجار، لكننا لم نعد نبيعها لأننا نريد ان يأتي السياح ليروا ازهارنا، فهكذا نجني المزيد من المال». وتضيف: «وحدهم المسنون كانوا يقطفونها لأنهم يعرفون أين تنبت، نحن لم نكن نعرف لأننا لم نكن ندخل قلب الأدغال، اما اليوم فبات الشباب يعرفون اين تنبت هذه الزهور». ويقول خبير زهور الرافليزيا عبداللطيف محمد ان هذه المبادرة أعطت أملاً جديداً للنبتة التي لا تنمو الا في نوع معين من الأدغال في أندونيسيا وماليزيا والفيليبين وتايلاند. وثمة جدل حول العدد المحدد للأنواع المختلفة لهذه الزهرة لكن العديد من العلماء يتفق على انها 24 نوعاً انقرض منها ثلاثة حتى الآن. وتعتبر الرافليزيا من الطفيليات التي تنمو من دون أوراق ولا جذور وهي تسمى أيضاً «زهرة الجثث» بسبب رائحتها النتنة أو «باندا النباتات» في إشارة الى ندرتها. وتظهر هذه الطفيليات على شكل كرة صغيرة ثم تنمو لتصبح أشبه بالملفوفة وتتفتح لتظهر زهرة مخمسة الأوراق ضخمة جداً قد يصل قطرها الى المتر الواحد.