أكد مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن قيادة المملكة عندما تحتكم للعقل لا يعني ذلك أنهم يستجدون السلام من أحد، ولكن حقناً للدماء ما أمكن ذلك وحرصاً على علاج الأمور بروية وهدوء، وقال: "ولكن في الوقت نفسه ليست لنا في المملكة خطوط حمراء متعددة بل خط أحمر واحد وهو السيادة، فمتى ما مست بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة". جاء ذلك خلال زيارة الأمير خالد بن سلطان أمس لكتيبة المشاة الثالثة والثلاثين وكتيبة مشاة القوات البحرية المشاركتين ضمن عمليات الدفاع والذود عن أرض وتراب الوطن المقدس، اذ ألقى كلمة في ما يأتي نصها: الحمدلله الذي وعدنا بالنصر في قوله تعالى: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين»، والصلاة والسلام على رسوله المجاهد الأمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين. إخواني وزملائي أبناء القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية، إخواني الجنود وضباط الصف والضباط المرابطين في ميدان الرجولة والكرامة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد شاءت إرادة الله، ولله في ذلك حكمة، أن تفكر فئة متهورة في فكرها منحرفة في عقيدتها خارجة على نظام بلدها في أن تدنس أرض بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية في مواقع معينة في منطقة جازان، وكأن الأمر يبدو صيداً سهلاً ليخلطوا الأوراق ويجدوا متنفساً لهم من الكماشة التي يعانون منها، حتى أصبحوا طريدين في أرضهم ممقوتين في بلدهم، فجاءت محاولاتهم البائسة في اقتحام أحد مراكز حرس الحدود، هؤلاء الرجال الأشاوس الأبطال الذين قدموا ويقدمون يومياً تضحيات جساماً لتشكيلهم سداً منيعاً على حدودنا الجنوبية لكي يجنبوا بلادنا ومواطنيها وكافة القائمين على أرضها النتائج السلبية للمهربين والهاربين والمتسللين وخلافهم، فبوركت أياديهم التي تحمل السلاح وبوركت خطواتهم التي تغوص في النيران. أيها الإخوة والزملاء أنتم تعرفون أكثر من غيركم أن بلادنا وقادتنا وشعبنا لا يضمرون العداء لأحد، بل على العكس ها هي تدعو للخير والسلام وتقدم كافة أنواع الدعم والمساندة للمنكوبين والمحتاجين في كل مكان حتى سميت بمملكة الإنسانية. واعلموا أن قادة المملكة العربية السعودية حينما يحتكمون للعقل في كل أمورهم فهم لا يستجدون السلام من أحد ولكن حقناً للدماء ما أمكن ذلك وحرصاً على علاج الأمور بروية وهدوء، ولكن في الوقت نفسه ليست لنا في المملكة خطوط حمراء متعددة بل خط أحمر واحد وهو السيادة، فمتى ما مست بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة. إخواني رجال القوات المسلحة ورجال حرس الحدود الأبطال، لقد برهنتم على أصالة معدنكم ورسوخ الإيمان في قلوبكم وأظهرتم شجاعة لا تستغرب من أبناء هذا الشعب الأبي وجنوده البواسل وإن منسوبي قواتنا المسلحة في المنطقة الجنوبية من قوات جوية وبرية ومشاة بحرية وهم يخوضون هذه المعركة فإن بلادكم تعتمد على الله أولاً ثم عليكم في حماية الدين والأرض والعرض فأنتم خير من يفي بالعهد ويحمل الرسالة ويؤدي الأمانة. إخواني وزملائي إن تطهير هذه المواقع وإعادة السيطرة عليها بالكامل من المعتدين لهو انجاز عال سيسجل لأبناء قواتنا المسلحة وحرس الحدود، ويضاف إلى سجل انجازاتكم الناصعة حيث نجحتم ولا تزالون تحققون النجاح تلو النجاح في طرد المعتدين من أراضينا وإلحاق الخسائر الفادحة بين صفوفهم الذين لن يصمدوا طويلاً أمام ضربات رجالنا الأبطال من الجو والأرض، والذين أكدوا كفاءتهم العالية في القتال وفن إدارة النيران بكل اقتدار، لأنني على يقين تام بأنكم تحملون سلاحكم لتؤدوا واجباً دينياً ووطنياً هو الدفاع عن أرض المقدسات، فمهما كان ثمن التضحية غالياً فالوطن أغلى وهو فوق كل اعتبار. أيها الأبطال الأشاوس، إنني جئتكم اليوم وأنا أتشرف بحمل رسالة تقدير واعتزاز من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام اللذين يقدران لكم ما تقومون به من رسالة سامية، ألا وهي واجب الدفاع عن بلادنا الغالية ومقدساتها الطاهرة من أي اعتداء آثم، ونحن في غمرة الافتخار بكم يجب ألا ننسى شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم النقية ودماءهم الزكية فداء لله ثم لوطننا العزيز سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسبغ على جميع الجرحى ثوب الصحة والعافية وطول العمر، ليعودوا لأهاليهم وأبنائهم وأعمالهم مرفوعي الجبين بما قدموا من تضحيات جسام سائلاً الله العلي القدير أن يحق الحق ويدحر الظلم ويئد الفتنة إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان مساعد وزير الدفاع تفقد كتيبة مشاة القوات البحرية، وقام بزيارة تفقدية إلى كتيبة المدفعية، وشاهد إحدى عمليات الرمي بالمدفعية، وكان زار أمس قيادة الإسناد الإداري. كما زار في وقت سابق المصابين في عملية مواجهة المتسللين، في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، واطمأن على حالهم الصحية ناقلاً لهم تحيات وسلام القيادة.