تواصل أمس (السبت) القتال بين القوات السعودية والمتسللين اليمنيين. وعلمت «الحياة» أن القوات السعودية ضيقت الخناق على المتسللين المسلحين بعدما أطلقوا النار على قرى ومراكز حدودية في منطقة جازان (جنوب السعودية)، فيما استمرت غارات المقاتلات السعودية والقذائف المدفعية التي تستهدف مواقع المسلحين، خصوصاً في منطقة جبل دخان. وذكرت مصادر أمنية ل «الحياة» أن تعزيزات من القوات البرية تتجه نحو الجنوب السعودي لمحاصرة المسلحين، فيما استمر تدفق النازحين من القرى والبلدات الحدودية بحثاً عن الأمان. وكثفت السلطات السعودية في منطقة جازان حملات أمنية على «المجهولين». وتم تعليق الدراسة في 51 مدرسة. ووصل إلى جازان لتفقد الأوضاع ونقل تحيات القيادة السعودية مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ومساعد رئيس الاستخبارات العامة الأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، كما قام وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة بزيارة لمستشفيات المنطقة للاطمئنان على صحة المصابين. وفي جازان، قال الأمير خالد بن سلطان، مخاطباً أفراد القوات المسلحة: «في كل يوم، بل في كل ساعة ودقيقة، يسجل رجالنا البواسل صفحة جديدة من صفحات الفخر في تاريخ القوات المسلحة السعودية، فهؤلاء صقور الجو وأسود الأرض يسيطرون كلياً على سماء وأرض المعركة لبسط السيطرة ودك مخابئ وأوكار وعتاد المعتدين في جبل دخان في منطقة جازان». وأضاف أنه «أصبح لزاماً علينا أن يتصدى رجالنا لهذا الطيش والتصرفات اللامسؤولة». وجدد الأمير خالد القول: «إن المملكة قادرة على إدارة المعركة مهما كانت، وفق التوجيهات والمتابعة المستمرة من خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة». وأكد أنها قادرة على حماية أراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين. وأوضح أن السعودية ظلت منذ تأسيسها تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، كما أنها لا تسمح لكائن من كان بالتدخل في شؤونها، «وترفض دوماً الانجرار إلى أية صراعات لا طائل منها». وقال مخاطباً رجال القوات المسلحة: «إنني إذ أحييكم، لأحيي فيكم البسالة والبطولة الحقة، وأنتم تقدمون خلاصة جهدكم لردع المتهورين والمعتدين، ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأية أعمال من شأنها المساس بسيادة بلادنا الغالية، والتي سيكون مصيرها الفشل الذريع». وأوضح أن القيادة السعودية أصدرت التوجيهات اللازمة للحفاظ على الأمن وأمان المواطن، و«صدرت الأوامر للدفاع عن أراضي بلادنا الغالية بكل ما أوتينا من قوة. وتذكروا بأن الشهادة مطلب والنصر غاية والوطن غال». وأضاف أن القوات المسلحة السعودية أكدت الحرص المتناهي على عدم تدنيس أراضي البلاد من أي معتدٍ، «حيث لقن أبناء القوات المسلحة المعتدين الأشرار درساً لن ينسوه». وزاد: «تفوقتم في تعاملكم مع المعتدين بأساليب قتالية حديثة لم يتوقعها المغامرون». إلى ذلك، قال شهود عيان أن المتسللين المسلحين نقلوا المناوشات شمالاً إلى جهة محافظة بني مالك (شمال شرقي جازان)، وتسللوا فجر السبت إلى قرية الخشل (شمال الخوبة). غير ان القوات السعودية نجحت في تطهير المنطقة منهم. وبعد ظهر أمس تسللت مجموعة منهم بملابس نسائية إلى قرية الدغارير (شمال محافظة أحد المسارحة)، فسارعت القوات السعودية لمحاصرتهم حتى استسلموا. وأطلق المتسللون النار عصر أمس في مستشفى الخوبة، فردت عليهم القوات السعودية بحزم. وتفيد معلومات «الحياة» بأن، القوات السعودية أسرت أكثر من 170 من المتمردين «الحوثيين»، معظمهم من صغار السن. وتشير أنباء في المنطقة الى مقتل عشرات من المتسللين. وذكر موقع «جازان نيوز» السعودي أن مُنظّر الحوثيين خارج اليمن يحيى الحوثي نشر بياناً على الموقع الإلكتروني لجماعتهم يدعو فيه إلى «وقف الحرب». وقال: «نكرر النداء لهم بأن يوقفوا الحرب، وأن يشرحوا لنا ما الذي يريدونه منا، وأن نجلس معاً على طاولة الحوار والتفاهم». ودعا يحيى الحوثي في بيانه «كل الحريصين والخيرين من الدول العربية الى التدخل لحل المشكلة وإصلاح ذات البين والمساهمة في تقريب وجهات النظر». وفي الرياض، قال سفير اليمن لدى السعودية محمد الأحول ل«الحياة» إن تسلل الحوثيين إلى السعودية يؤكد أنهم «ليسوا سوى عناصر تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة تحقيقاً لمصالح جهات معينة». وأكد مدير الدفاع المدني السعودي الفريق سعد التويجري أن القوات المسلحة السعودية أحكمت سيطرتها على جميع المواقع الحدودية. وقال ل«الحياة» أمس أنها ستلقن المسلحين درساً لن ينسوه. وحذر الأهالي من خطورة المسلحين الذين يندسون في ملابس نسائية.