أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس أهمية البيعة في الإسلام، مشيراً إلى أنه لو لم يكن للناس إمام مطاع «لانثلمت شرائع الإسلام، ولتعطلت الأحكام، وفسد أمر الأنام، وضاعت الأيتام، ولم يُحَج البيت الحرام»، وقال إن الترمذي روى في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله». وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن للبيعة واجبات، ومسؤوليات وتبعات؛ أهمها وأولَاها: السمع والطاعة في غير معصية، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة في ما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية» (أخرجه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم» (رواه مسلم)، وثانيها: حفظ هيبة الأئمة ومكانتهم، روى الترمذي في سننه وأحمد بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله»، وقال الإمام القرافي: «ضبط المصالح العامة واجب، ولا تنضبط إلا بهيبة الأئمة في نفوس الرعية، ومتى اختلفت عليهم أو أهينوا تعذرت المصلحة». وقال الماوردي: «لا بد أن يكون للإمام عظيم الهيبة» وثالثها: المناصحة بالضوابط الشرعية دون تشنيع، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، قال الإمام الشوكاني: «ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل، أن يناصحه، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد، بل يأخذ بيده ويخلو به، ويبذل له النصيحة»، ومن ظن أنَّ النَّقد لأهل الحلِّ والعقد، والعلماء والدعاة، ورجال الخير والحسبة، على هذا المنوال، فقد جانب الصواب، وأبعد النُّجعة، وعين النصيحة نبذ ذلك، لإفضائه بتماسك الأمة وترابطها، إلى يباب الفرقة، ورعونات الأهواء، ولخلوصه إلى انتقاص من جاء الشرع برعاية حقوقهم وحفظ هيبتهم.