اعتبر الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أن «اتفاق الطائف كان اتفاق الضرورة، وانه كان غير منصف، لا سيما في طريقة تطبيقه، وهو أمر دفع المسيحيون ثمنه ولا يزالون». ودعا إلى «عقد مؤتمر مسيحي موسع، تبحث فيه النقاط الاساسية التي تحفظ الوجود المسيحي في هذا الشرق انطلاقاً من الارشاد الرسولي وتوصيات المجلس الماروني الاخير وخصوصيته، على أن يجري اثر ذلك تحديد القواسم المشتركة التي يجب الالتفاف حولها تحت مظلة بكركي ورعايتها»، معتبراً «التهجم على هذا المقام أكبر جريمة». وقال الجميل ل «أل بي سي»: «المسيحيون منذ بداية القرن الماضي رفعوا لواء ان يكون لبنان كياناً مميزاً في الشرق الاوسط يرفع شعار الدولة المدنية واحترام الدين وبناء المؤسسات العادلة والتأكيد على منطق الحرية». ولفت الى ان «القيادات المسيحية التي حضرت الى مؤتمر فرساي في ذلك الوقت واجهت مجموعة من التحديات، إذ حاول مسؤولون فرنسيون اقناعها بالقبول بالكيان المصغر والاستغناء عن المدن الكبرى، محذرين من انهم سيتحولون بذلك الى اقلية، فكان موقف المسيحيين حينها التأكيد على كيان لبنان والحفاظ على تميزه في الشرق». ولفت الى «ان البطريرك الحويك والمسيحيين الذين شاركوا في المؤتمر لم يكن هدفهم التفتيش عمن يشكل الأكثرية او الأقلية في الكيان الجديد». وأشار إلى أن «المسيحيين كانوا يدركون منذ ذلك الوقت، الواقع الذي ينتظرهم في هذه المعادلة الجديدة، ومن التغيير الديموغرافي الناجم عنها، وعلى رغم ذلك قبلوا بالمخاطرة لأنهم كانوا يتمتعون بطموح انساني فكري كبير». ورأى الجميل «أن المسيحيين يفوتون اليوم فرصة كبيرة إذا لم يتمسكوا بهذه الروحية وان لم يعودوا الى الجذور ويتفهموا معنى وجود لبنان». وأشار الى «نصوص عدة تحدثت عن معنى دور لبنان، مثل الارشاد الرسولي والمجمع الماروني البطريركي الذي اكد على هذا الوجود ودور المسيحيين في الشرق». معنى الكيان وأسف الجميل «لأن المسيحيين لم يدركوا كيفية التعاطي مع هذا المفهوم»، مذكراً «بأنهم كانوا موحدين مع نخب كبار مثل الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والاباتي شربل قسيس، فتفهموا معنى الكيان اللبناني والدور المسيحي في هذه المنطقة فتوحدوا ليؤكدوا دور لبنان ورسالته على رغم كل المشكلات التي كانت قائمة بين الاحزاب المسيحية». وشدد على «أن المطلوب من المسيحيين اليوم، عقد مؤتمر مسيحي موسع تتم من خلاله بلورة خطة عمل لمواجهة مجموعة من الاستحقاقات من اجل تثبيت لبنان الذي نريد: الرسالة والدور المميز والمتطور في هذا الشرق، فتؤخذ اوراق عمل الارشاد الرسولي وتوصيات المجلس الماروني الاخير، وتبحث النقاط الاساسية التي تحفظ الوجود المسيحي في هذا الشرق وخصوصيته، على ان يجري اثر ذلك تحديد القواسم المشتركة التي يجب الالتفاف حولها تحت مظلة بكركي ورعايتها». وأشار الجميل الى «ملاحظات تسجلها الكتائب على الطائف وبعض جوانب النظام الحالي»، مؤكداً «ضرورة تطويره». وشدد على ان «هذا التطوير لا يكون عبر الانقلاب والسلاح انما من خلال النظام عبر الحوار وطرح الهواجس المشتركة ومعالجتها بكل مسؤولية وانفتاح وموضوعية وتفهم الآخر وبالتالي تطوير النظام في شكل يؤكد دور لبنان ورسالته».