تتجه أنظار الشارع الرياضي الآسيوي بأسره اليوم صوب العاصمة اليابانية طوكيو، إذ يقام هناك اللقاء الختامي لدوري أبطال آسيا بين الاتحاد السعودي وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، ولن يكون العراك هيناً على لقب أكبر قارات العالم والعبور لمونديال الأندية، كما أن الترشيحات والحسابات التي تسبق صافرة البداية غير كافية للتوشح بذهب البطولة، فالمواجهات الختامية ذات طقوس خاصة ومعادلات مقعدة لا تعترف بالشق الفني وحده، وما يميز لقاءات الكؤوس المفاجآت التي تأتي عكس توقعات النقاد، وتحرص إدارات الأندية على التجهيز النفسي في المقام الأول قبل أن يضع المدرب مخططاته الفنية، كما أن لاعبي الخبرة يقولون كلمتهم في مثل هذه المناسبات، ويكون لهم الدور الأكبر في الحسم وترجيح الكفة. ويحظى الفريق السعودي بنصيب الأسد من الترشيحات عطفاً على ما قدّمه في التصفيات الأولية قبل أن يزيح الشباب في دور ال16، ويلحق به باختاكور الاوزبكي، وفي نصف النهائي قدم ملحمة كروية لا يجيدها سواه من أندية القارة حينما ألحق الخسارة بناغويا الياباني ذهاباً 6-2، وإياباً 2-1، ما جعل الخصوم قبل عشاقه يرشحونه لملامسة الذهب والترشح لمونديال الأندية، ويضم الاتحاد كتيبة من النجوم الدولية التي تمنح المدرب الأفضلية الميدانية، ويمتاز الفريق بوجود أكثر من لاعب قادر على التسجيل فحتى المدافعين ينافسون على هز شباك الخصوم، والمدرب الأرجنتيني كالديرون يرتب أوراقه الفنية بحسب تحركات النجم محمد نور صاحب القدرة العجيبة في التنقل في أرجاء الملعب بخطورة بالغة جداً لا يحملها غيره بين لاعبي القارة الصفراء، وبات المرشح الأول لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي لهذا العام، كما أن الرباعي الأجنبي المغربي هشام أبو شروان والتونسي أمين الشرميطي والعماني أحمد حديد والبرازيلي لوسيانو لهم بالغ الأثر في قوة الخطوط الصفراء. الاتحاد له باع طويل مع البطولات الآسيوية وحقق لقب المسابقة مرتين، وبات سفير فوق العادة للكرة السعودية في المحافل الخارجية لما يملكه من شراسة وقوة جبارة في مقارعة الخصوم، ومتى ما مضت أحداث المواجهة في شكل طبيعي، لن يجد نجوم العميد صعوبة في إعادة اللقب إلى خزائنه. وفي المقابل، يملك الفريق الكوري الطموحات نفسها ولن يسلم المباراة للاتحاديين بسهولة، وبوهانج هو الآخر لديه سجل ناصع على مستوى القارة، ويتسلح مدربه البرازيلي سيرجيو بسرعة لاعبيه وقدرتهم على نقل الهجمة بأقل عدد من التمريرات، كما أن الأرض والأجواء تقف بصف الكوريين بحكم قرب اليابان من كوريا كما أن فرصة حضور جماهيرهم ستكون أكبر بكثير من الاتحاد، إلا أن ذلك لن يؤثر كثيراً في لاعبي الفريق السعودي، إذ اعتادوا على اللعب في الأجواء كافة وبحضرة الجماهير الكثيفة.