اعتذر نائب مفوض الشرطة في ترينداد وتوباغو الواقعة في البحر الكاريبي لمسلمي بلاده أمس عما سماه «سوء تفاهم»، إثر قيامه باقتحام غرفة ديبلوماسي سعودي زائر في أحد فنادق العاصمة بورث اوف سباين، وتفتيشه بطريقة غير لائقة، مساء الاثنين الماضي. وقال نائب المفوض المكلف بشؤون الاستخبارات الخاصة ريموند كريغ في مؤتمر صحافي إنه يتحمل المسؤولية كاملة في ما تعرض له الديبلوماسي فواز بن عبدالرحمن الشبيلي الذي زار ترينداد وتوباغو لإصدار تأشيرات السفر الخاصة بحجاج هذه الدولة القصية. وكان مسلمو ترينداد وتوباغو طالبوا حكومة بلادهم باعتذار علني بعدما اضطر الديبلوماسي السعودي إلى مغادرة البلاد أول من أمس قبل انتهاء مهمته القنصلية، إثر قيام أربعة من أفراد الشرطة بإخضاعه للتفتيش في الفندق الذي كان يقيم فيه. وذكرت صحيفة «ترينداد آند توباغو اكسبرس» أن مسلمي البلاد طالبوا المفوض العام للشرطة جيمس فيلبرت بالاعتذار نيابةً عن أفراد شرطته عن «التصرفات السخيفة» بحق الديبلوماسي السعودي فواز بن عبدالرحمن الشبيلي. وقال رئيس منظمة مسلمي ترينداد وتوباغو امتياز محمد للصحيفة إن أربعة من أفراد الشرطة، يقودهم نائب المفوض كريغ، ذهبوا إلى الفندق الذي أقام فيه الشبيلي وقاموا بتفتيشه بطريقة غير لائقة. ونسبت الصحيفة إلى مفوض الشرطة فيلبرت قوله إن كريغ هو مساعده، وأنه أقر بأنه زار الشبيلي في غرفته في فندق «حياة ريجنسي» في العاصمة التريندادية، لكن فيلبرت قال إن أفراد الشرطة لم يقولوا إنهم قاموا بتفتيش الديبلوماسي السعودي. وأضاف أنه تحدث إلى مساعده كريغ فأبلغه بأنهم ذهبوا للتحقق من شخص تردد أنه «يوزّع» تأشيرات سفر. وزاد فيلبرت: «ذلك (توزيع التأشيرات) أمر غير طبيعي، ولذلك نحن الشرطة لدينا الحق في التحقيق من ذلك الادعاء». وأضاف أن الشبيلي شرح مهمته واكتفت الشرطة بتوجيه أسئلة إليه. بيد أن امتياز محمد قال إن الشرطة عاملت الشبيلي بطريقة غير لائقة، وأن مسلمي البلاد لن يسكتوا على ذلك، وسيكتبون رسالة إلى وزارة الشؤون الخارجية والسلطات الحكومية الأخرى. وأضاف أن المسلمين سيكتبون إلى جميع رؤساء دول منظمة «الكومونويلث» (رابطة الشعوب البريطانية) الذين سيجتمعون في ترينداد نهاية الشهر الجاري لحضهم على مقاطعة القمة إذا لم تقدم السلطات المحلية اعتذاراً للمسلمين. لكن فيلبرت تمسك بأن رجاله تصرفوا في حدود ما يكْفلُه لهم القانون. وقال كريغ في مؤتمر صحافي أمس إن ما حصل كان «سوء تفاهم» وليس «محنة محرجة». وأضاف أنه وجنوده لم يستهدفوا الشبيلي باعتباره مسلماً. وشدد على أن الشبيلي - على رغم تمتعه بالحصانة الديبلوماسية - ليس معتمداً لدى حكومة ترينداد وتوباغو. وقال إن مشاهدته جوازات سفر لمواطنين من ترينداد بحوزة الشبيلي أثارت ريبته، لكنه أجرى محادثة هاتفية مع وزارة الخارجية فأكد له مسؤولوها صحة مهمة الشبيلي. وزاد: بعد ذلك تبادلنا أحاديث ودية، واعتذرت إليه. وأبلغني بأنه (الشبيلي) سيغادر البلاد في اليوم التالي وأنه لم يقطع مهمته في ترينداد كما يدّعي زعماء المسلمين.