كابول - رويترز، أ ف ب - قررت الأممالمتحدة أمس، بدء إجلاء 600 من موظفيها البالغ عددهم 1100 من أفغانستان، وذلك في مواجهة تقلص قدرتها على العمل هناك بسبب تكثيف الهجمات التي تشنها حركة «طالبان»، وأسفر أحدها عن مقتل ستة موظفين أجانب لدى مهاجمة مقر للضيافة في كابول في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وتخطط المنظمة الدولية لتوزيع الباقين وهم «الموظفون الأساسيون» على مناطق «أكثر أمناً» داخل أفغانستان. وأكد عليم صديق، الناطق باسم الأممالمتحدة في أفغانستان، أن الإجلاء «موقت»، موضحاً أن بعض الموظفين سيعودون خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد تعزيز إجراءات الأمن الخاصة بهم والتي تفرض دمج 93 دار ضيافة يستخدمها هؤلاء في أنحاء كابول. وقال: «تعمل الأممالمتحدة في أفغانستان منذ نصف قرن، ولن تغادر الآن، لأن الشعب يريدها أن تبقى»، علماً أن وكالات المنظمة الدولية تدير برامج صحية وتعليمية حيوية للبلاد الفقيرة، بينها صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) وبرامج صحية وتعليمية، وكانت اضطلعت بدور مهم في تنظيم الانتخابات الأفغانية الأخيرة ومراقبتها. وقال كاي ايدي مبعوث الأممالمتحدة الخاص: «ننفذ الخطوات اللازمة لرعاية موظفينا في لحظة صعبة نتجت من التفجير الانتحاري المأسوي الذي استهدفنا الأسبوع الماضي، ونسعى الى ضمان استمرار عملياتنا في أفغانستان». ويشكل انحسار مهمات الأممالمتحدة في هذا البلد، نكسة للاستراتيجية الأميركية الجديدة هناك، والتي تسعى الى المزج بين المساعدات المدنية وإرسال قوات إضافية الأمر الذي يواجه معارضة متنامية في أوساط الرأي العام في الولاياتالمتحدة وأوروبا. على صعيد آخر، احتج حوالى 300 شخص من سكان بلدة لشكرجاه في ولاية هلمند (جنوب) على مقتل 11 مدنياً بغارة جوية أميركية رافقت عملية نفذتها القوات الأجنبية ليل الأربعاء - الخميس. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لكابول وواشنطن، في وقت عرضت جثث الضحايا في الشوارع، وبينهم فتيان. في باكستان، قتل شخصان على الأقل بصاروخين أطلقتهما طائرة استطلاع أميركية تعمل من دون طيار واستهدفا منزلاً في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، فيما أعلن الجيش سقوط 28 من مسلحي «طالبان» و5 جنود خلال الساعات ال 24 الأخيرة في العملية العسكرية المتواصلة في إقليمجنوب وزيرستان.