يعتبر الكثير من العاملين في محطات الوقود، وقت الصلاة «فترة استراحة» يقضونها في غرفهم أو مع رفاقهم إلى حين الانتهاء من الصلاة، ما يتسبب في انزعاج الكثيرين ممن اضطروا إلى الوقوف عند مداخل المحطات، لعدم وجود ما يكفي من الوقود لمواصلة الطريق، وهم يشاهدون العامل مستغرقاً في الحديث مع رفاقه، وعندما يطلبون منه التزود بالوقود، يأتيهم الرد «ممنوع الآن فترة صلاة». يقول فهد الحارثي الذي تعرض لهذا الموقف غير مرة: «كثيراً ما أعاني من الوقوف الطويل، منتظراً انتهاء فترة الصلاة، التي تمتد من رفع الاذان حتى الإقامة، وصولاً إلى التسليم في نهاية الفريضة، وهي فترة غير محددة في محطات، لا يوجد فيها مسجد رسمي له إمام مُعتمد، يُعرف من خلاله انتهاء وقت الصلاة». ويلفت الحارثي إلى أن «الكثير من العاملين في المحطات غير مسلمين في الأصل»، مضيفاً: «هناك محطات وقود تقع على الطرق السريعة الصحراوية، وتبعد مسافات طويلة بين المدن وتعمل بالنظام ذاته، على رغم أن المسافرين لهم الجواز في الجمع بين صلوات الظهر والعصر أو المغرب والعشاء في السفر». ويطالب عبدالله عسيري ب«إعادة النظر في النظام المتبع حالياً، حيث إطالة المدة بين موعد النداء بدخول وقت الصلاة وإقامتها، خصوصاً في محطات الوقود، والتي لا طائل من وراء التأخير في إقامة الصلاة فيها»، مشيراً إلى أن تقليل فترة انتظار إقامة الصلاة في محطات الوقود، سيكون «محفزاً للناس على الوقوف أثناء سيرهم لأداء الصلاة». ويرى ناصر بورشيد الذي كان يستعد للصلاة في مصلى داخل إحدى محطات الوقود، أن «إغلاق المحال بما فيها المحطات، فيه إظهار لاحترام الشعائر الدينية في بلد يقوم على أساس الشريعة الإسلامية»، معتبراً أن «توقف العمل خلال فترة الصلاة لا يؤثر في تعطيل الحياة اليومية، خصوصاً أن أوقات الصلاة لا تتجاوز 20 دقيقة، في الوقت الذي تضيع فيه أوقات كثيرة لا نحسب لها حساباً». ولفت إلى «اعتناق كثير من غير المسلمين للإسلام، بسبب إعجابهم باهتمام المسلمين في بلاد الحرمين بتوحدهم في إغلاق المحال التجارية، ومنها محطات الوقود أثناء وقت الصلاة لأدائها». ويرفض عبدالله القحطاني طرح مثل هكذا فكرة، مشدداً على أن «محطات الوقود لا تختلف عن أي محل آخر، لذلك يجب إغلاقها وقت الصلاة، والالتزام بذلك، مع معاقبة المخالفين». وأضاف: «نشاهد محطات الوقود التي لا يخلو منها شارع، تشتمل على مصلى يتيح لأصحاب السيارات أن يؤدوا الصلاة، والفرائض مقدمة على تزويد السيارات بالوقود».