أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما بياناً خاصاً لمناسبة الذكرى الثلاثين لأزمة الرهائن في طهران، دعا فيه القيادة الإيرانية إلى أن «تقرر ما إذا كانت تريد التركيز على الماضي أو أن تتخذ خيارات تفتح الباب نحو فرص أكبر»، مشيراً الى أن «الولاياتالمتحدة أعلنت بوضوح أنها تريد تخطي هذا الماضي وتسعى الى علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنية على الاحترام والمصلحة المتبادلة». وأشاد أوباما بشجاعة الرهائن الذين احتجزوا في السفارة الأميركية في طهران في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، مثنياً على «خدماتهم وتضحياتهم الاستثنائية». واعتبر أن «هذا الحدث ساهم في وضع الولاياتالمتحدة وإيران على مسار ريبة وتشكيك ومواجهة لا تزال مستمرة». وجدد مدّ يده للقيادة في طهران، مشيراً الى أن «الولاياتالمتحدة أعلنت بوضوح أنها تريد تخطي هذا الماضي وتسعى الى علاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية مبنية على الاحترام والمصلحة المتبادلة». وفي سلسلة جمل اعتراضية، حدد أوباما خطوط سياسته تجاه طهران، قائلاً: «لا نتدخل في شؤون ايران الداخلية. ندين الاعتداءات الإرهابية ضد طهران. نعترف بحق ايران بقوة سلمية نووية. وعبرنا عن جاهزيتنا لاتخاذ خطوات بناء الثقة مع آخرين في المجتمع الدولي». وفي إشارة الى مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، بهدف استخدامه في تشغيل مفاعل للبحوث الطبية في طهران، قال اوباما: «قبلنا عرض الوكالة الذرية لمساعدة ايران في تلبية حاجات شعبها الطبية». وأضاف: «أعلنا بوضوح أنه اذا التزمت ايران بالواجبات المترتبة على كل دولة، ستجد طريقاً لقيام علاقة مثمرة وأكثر ازدهاراً مع الأسرة الدولية». واعتبر الرئيس الأميركي أن على «ايران أن تختار. نسمع منذ 30 سنة ما ترفضه الحكومة الايرانية، والسؤال المطروح الآن هو أي مستقبل تريده». وجدد إشادته بالإرث والحضارة الايرانيين واحترام الأميركيين وتقديرهم لها، وختم بالإشارة الى أنه «حان الوقت لأن تقرر ايران ما اذا كانت ستواصل التركيز على الماضي، أو أنها ستتخذ خيارات تفتح الباب لمزيد من الفرص والازدهار والعدالة لشعبها». وتعتبر هذه الرسالة الثانية من أوباما للقيادة الايرانية، بعد رسالة عيد النوروز الربيع الماضي، والتي دعا فيها القيادة الايرانية الى الحوار. وتأتي في وقت تنتظر الإدارة الأميركية رداً ايرانياً على مشروع البرادعي، لإثبات الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني. الى ذلك (أ ف ب)، قال اوباما بعد قمة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في البيت الابيض: «كم هو مهم بالنسبة الى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ان ينسقا في دقة وفي شكل وثيق، جهودهما لتوجيه رسالة واضحة (الى الايرانيين) يقولان فيها اننا نريدهم ان يصبحوا اعضاء كاملي العضوية في الاسرة الدولية، ولكن عليهم التحرك طبقاً للقواعد والمسؤوليات الدولية». وأعرب القادة في بيان ختامي عن نيتهم البحث عن تسوية «شاملة» و «للمدى الطويل» للملف النووي الإيراني «عن طريق الحوار والتفاوض». ووصف ملحق للبيان الختامي البرنامج النووي الايراني بأنه احد «التحديات الكبرى» التي يواجهها النظام العالمي للحد من نشر الأسلحة النووية، والتي ستواجهها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي «في طريقة حازمة». وأشار البيان الى ان النشاطات النووية الايرانية واكتشاف منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة قرب مدينة قم «عززت قلق الأسرة الدولية حيال طبيعة البرنامج النووي» الايراني. وحض البيان ايران على الحوار «في شكل جيد وفي روح بناءة» مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وأعرب القادة أيضاً عن «قلهم العميق أمام الوضع الحالي لحقوق الانسان في ايران».