جاكارتا - أ ف ب - مع اقتراب عقد قمة كوبنهاغن للمناخ، تنشط بعض المنظمات غير الحكومية من أجل إنقاذ إحدى آخر الغابات الاستوائية على جزيرة سومطرة الاندونيسية التي قد يؤدي قطع أشجارها الى تفاقم واقع الاحتباس الحراري. ويقول بوستار ميطر احد المسؤولين في منظمة غرينبيس في اندونيسيا: « نقف على خط الجبهة الشاهد على دمار الغابة والمناخ»، مشيراً الى الطبيعة الخلابة للغابة الممتدة على مساحة 400 الف هكتار على شبه جزيرة كامبار شرق سومطرة حيث تتعايش نمور وقردة من فصيلة غيبون إضافة الى سكان أصليين يعيشون على الزراعة والصيد. ويضيف ميطر أنها غابة قائمة على مخثة (الترب) وهو نظام حيوي خاص جداً. والمخثات نوع من المستنقعات راكمت على مر آلاف السنوات المواد العضوية على عمق يصل أحيانا الى عشرين متراً. بيد انه في حال جُفف هذا الموقع او قطعت اشجاره او حرق بفعل الانسان «سينجم عنه انبعاث كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون الذي تختزنه التربة». ويفسر اختفاء المثخات إضافة الى تراجع الغابات ونشوب الحرائق في اندونيسيا احتلال هذا البلد المرتبة الثالثة بعد الصين والولايات المتحدة لجهة التسبب بانبعاث غازات الدفيئة. وتمثل هذه الانبعاثات الناجمة عن الغابات نسبة 80 في المئة من أصل بليوني طن هي ابنعاثات اندونيسيا سنوياً من ثاني أكسيد الكربون. ومن الممكن ان تشهد شبه جزيرة كامبار عملية كبيرة لقطع اشجار الغابات فيها في حال تنفيذ مشروع ضخم يرمي الى زراعة اشجار الأكاسيا. وأعطت حكومة اندونيسيا موافقتها لمجموعة «ابريل» العملاقة لانتاج الورق والكرتون المقوى. وتملك هذه الشركة آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في سومطرة. وترغب «ابريل» في ان تكون نموذجاً في هذا المجال على ما يقول نيل فرانكلين مدير التنمية المستدامة داخل المجموعة. ويوضح: «إن ادارة مستدامة في شبه الجزيرة قد تسمح بتقليص انبعاث الكربون» لأن «قطع اشجار الغابات غير الشرعي حالياً ونشوب الحرائق في الغابات تعرض شبه جزيرة كامبار للخطر». وبدأت المجموعة حواراً مع السكان المحليين «لتحسين ظروف عيشهم» فيما سيؤمن المشروع نحو 20 الف فرصة عمل. وفيما يطالب سكان بالحصول على 7 آلاف دولار وهكتارين من الأرض لكل شخص يدعو آخرون الى مقاومة الإغراءات المالية لأن الغابة «مصدر عيشنا الأساسي»، مع أنهم يعترفون بصعوبة مقاومة شركة «تملك المال والسلطة».