كثيرون يعانون من الحساسية حيال الأطعمة، وتشير التقديرات إلى أن حوالى 3 في المئة من البالغين يعانون منها في مقابل 8 الى 10 في المئة من الأطفال. والحساسية على الطعام تحدث نتيجة رد فعل الجهاز المناعي للجسم تجاه أحد البروتينات الموجودة في الأكل، فيقوم الجهاز بإنتاج أجسام مضادة، ولدى التقاء هذه الأخيرة مع الطعام المثير للحساسية يعاني الشخص جملة من المظاهر السريرية التي تظهر الى العلن في غضون دقائق الى ساعات تكون موجودة عادة في الجلد والأنبوب الهضمي والطرق التنفسية. ويبدو رد فعل الجلد في شكل شرى أو اكزيما أو حكة، ورد فعل الجهاز الهضمي في الغثيان والتقيؤ والمغص البطني والإسهال. أما المظاهر التنفسية فتكون على شكل سعال أو عطاس أو سيلان في الأنف وربما نوبات ربو. وأحياناً يبالغ جهاز المناعة في رد فعله على الطعام المثير للحساسية فتلوح في الأفق بوادر الصدمة التحسسية التي قد تؤدي الى الموت اذا لم يتم تدبيرها في الوقت المناسب. من الضروري التعرف على الطعام المثير للحساسية من أجل تحاشيه، وعادة ما تسمح القصة السريرية في التعرف على الطعام المسبب للحساسية، واذا فشلت القصة في الكشف عن هويته فعندها يتم اللجوء إلى اختبار الحساسية، الذي يجرى بطرق عدة، هي: - فحص الدم بطريقة «راست»، وفيها تؤخذ عينة من دم المريض وتوضع في جهاز خاص. تسمح هذه الطريقة برصد أنواع كثيرة من الأغذية التي تقف وراء الحساسية. وتمتاز هذه الطريقة بكونها باهظة الكلفة. - وخز الجلد، وتتم هذه الطريقة بوضع نقطة من خلاصة أحد الأطعمة على الجلد، من ثم يجرى غرسها بواسطة إبرة بلاستيكية. إذا كان الجسم يتحسس على الخلاصة، فإن رد الفعل يظهر في غضون 15 الى 20 دقيقة، ويكون على شكل تورم واحمرار في منطقة الوخز. - طريقة استمرار المريض على نظام غذائي خاص بهدف الوصول إلى هوية الطعام المسبب للحساسية، وفي حال التعرف عليه يطلب من المريض الامتناع عن تناوله لمدة أسبوعين، فإذا زالت عوارض التحسس ومن ثم عاودت مرة أخرى في أعقاب تناوله فعندها يُكشف الغذاء المشبوه وبالتالي يحذفه المصاب من قائمة وجباته. تبقى بعض الملاحظات: 1- إن أي طعام يمكن أن يسبب الحساسية، ولكن هناك أغذية مشهورة أكثر من غيرها على هذا الصعيد من أهمها البيض وفول الصويا والفول السوداني والأسماك وحليب الأبقار والقمح والمكسرات وغيرها. 2- إن الحساسية تجاه طعام معين يمكن أن تظهر من طعام آخر ينتمي إلى العائلة نفسها. 3- غالبية الدراسات السريرية التي أُجريت على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية على الأطعمة أفادت بأن شكواهم تظهر تجاه طعام واحد أو طعامين مختلفين فقط.