أكد مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن بلاده اعتادت ومنذ تأسيسها ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي أحد من الدول وكذا "لا تسمح لأي كائن من كان بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبالتالي لن تترك لأي متهور أن يحدث نفسه للمساس بثرى بلادنا الغالية". وقال مخاطباً الضباط والجنود بعد وصوله مساء أول من أمس إلى قاعدة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن (شمال)، لحضور اختتام التمرين التعبوي، الذي أجرته قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي لاعتراض الصواريخ البالستية بالذخيرة الحية: "نحن في بلد خصها الله سبحانه وتعالى برجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سطّروا صفحات من المجد في فلسطين والكرك والجولان والكويت والصومال"، وفي ما يأتي نص كلمته: "أيها الإخوة والزملاء منسوبو القوات المسلحة في المنطقة الشمالية... أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني في هذه الأمسية المباركة، وأنا التقي معكم في هذا المكان الجميل وهذه المناسبة العزيزة على قلبي أن اعبر لكم عن بالغ تحياتي وتقديري لكل واحد منكم راجياً أن تنقلوا هذه التحيات مقرونة بخالص الاعتزاز لكافة الإخوة والزملاء العاملين معكم وعلى مختلف رتبهم ومراتبهم في كافة الوحدات الميدانية منها والإدارية سائلاً الله العلي القدير أن يوفقكم جميعاً فيما تقومون به من أعمال وما تسعون إليه من تطلعات. إخواني: لا أخفيكم بأنني ومنذ أن وطأت قدماي على أرض هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعاً وأنا يخالجني شعوران: الأول: شعور بالفخر والاعتزاز بما قدمه منسوبو هذه المنطقة البواسل من تضحيات جسام إبان العمليات العسكرية التي صاحبت تحرير دولة الكويت الشقيقة والتي كنت أتحسسها وأفاخر بين أقراني القادة العسكريين من الدول الشقيقة والصديقة آنذاك بما قدمه أبناء هذه الأرض الطاهرة من جهود مضنية وأعمال جليلة وبطولات جسيمة، ولا يخالجني أي شك بأن من بقي من هؤلاء الرجال لازال على نفس الحماسة والاقتدار، ومن غادر المنطقة لأي سبب من الأسباب فقد ترك سجلاً حافلاً وبصمات ذهبية وحمل معه أرقى أوسمة الشرف والافتخار بأنه قدم لوطنه وأمته أعواماً عديدة من سنين عمره عاشها عيشة الرجال بين الخنادق والبنادق ولا أخاله إلا كذلك. أما الشعور الثاني: فإنني قد وقفت في هذا المكان ولعدة مرات مع العديد من ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة، وقد كنت ولا زلت ممتناً وفخوراً بما قدمه قادة هذه البلاد الطاهرة، والذين تعاقبوا على دفة الحكم في المملكة بدءاً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، مروراً بأبنائه البررة الميامين الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء لما قدموه لقواتنا المسلحة من دعم ومساندة وبذل سخي على مدى تسعة وسبعين عاماً نتج عنها تأسيس بُنى تحتية فاجأت القاصي والداني حينما استوعبت تلك الحشود العسكرية الضخمة التي اجتمعت على ارض المملكة العربية السعودية في ذلك الحين. أيها الإخوة والزملاء: إن التاريخ لا يرحم أحداً والسيرة العطرة تخلد في الذاكرة. لقد اعتادت المملكة ومنذ تأسيسها ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي أحد من الدول، وكذا لا تسمح لأي كائن من كان بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وبالتالي لن تترك لأي متهور أن يحدّث نفسه للمساس بثرى بلادنا الغالية، وها أنا أراكم أمامي رجالاً صامدين وفي وحداتكم باحترافية وكفاءة، عاملين بفكركم وعطائكم جادين، كيف لا؟ وها أنا أجيء هذا اليوم لأشهد معكم يوم غد فعاليات اختتام التمرين التعبوي لصواريخ «الباتريوت» بالذخيرة الحية وهذا دليل أكيد بأن جميع الرجال يعملون وكل في نطاق تخصصه فبالأمس القريب كنت مع زملاء لكم في المنطقة الجنوبية، تفقدت في نجران، وسررت بما شاهدت وحضرت ختام تمرين «الصمصام 3» في خميس مشيط، وقبلها مع قواتنا الجوية في فرنسا، حيث أدت أداء يرقى للتطلعات وأنا جداً سعيد بالجميع. أيها الإخوة والزملاء : نحن في بلد يملك كنوز الأرض بأطهر المقدسات التي شرفنا الله جميعاً بحمايتها ويحوي من الطاقات الاقتصادية ما يجعل العالم يهتز كثيراً لو تم المساس بها، وقد خصها الله سبحانه وتعالى برجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سطروا صفحات من المجد في فلسطين والكرك والجولان والكويت والصومال فها انتم أمامي الآن أنظر إلى كل واحد منكم بنظرة فخر واعتزاز سائلاً الله لكل واحد منكم دوام التوفيق والعزة والرفعة وعذراً على الإطالة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان الأمير خالد بن سلطان وصل أول من أمس إلى حفر الباطن لرعاية اختتام فعاليات التمرين التعبوي الذي أجرته قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي لاعتراض الصواريخ البالستية.