تواجه بعض الأرامل اللاتي في سن الزواج مشكلة من نوع خاص وهي »أخ الزوج»، فمن المتعارف عليه لدى بعض العائلات: إذا توفي الزوج، يكون البديل الزواج من احد أشقائه، وهو أمر يقبله البعض من الأرامل ويرفضه البعض لسبب أو لآخر. تقول خلود الحنايا: »هذه مشكلة تفرض نفسها، فبمجرد أن يموت الزوج ينشغل أهله بمن تتزوج زوجته، وتتجه الأنظار إلى أشقائه، وغالباً يكون الأمر من دون دراسة أو معرفة حتى رغبة أو تقبل الطرف الآخر، هنا تبدأ الخلافات وقد تعلن الحرب عليها إذا لم تقبل بهذا الزواج»، وتضيف خلود: »فور انتهاء شهور »العدة» تقدم شقيق زوجي الأكبر فرفضت الأمر كلياً، فلست في وضع نفسي يسمح لي بالتفكير في الأمر، كما انه لا يناسبني على الإطلاق، فلو أردت الزواج لما رضيت به أبداً، وكان هذا الرفض سبباً للمشكلات التي بدأنا نواجهها والحصار الذي فرض علينا أنا وأبنائي، وحدثت لنا مشكلات كثيرة معه، وأوقعنا في إحراجات لا عد لها، كل هذا بسبب رفضي له». وتحكي ابتهال الفقيه قصتها بكل حسرة وألم فتقول: »اجتمع والدي بوالد زوجي لتدارس وضعي أنا والأولاد، وكان الرأي الذي تم الاتفاق عليه أن يتزوجني احد أشقاء زوجي، وبالفعل عرض والد زوجي الأمر على أبنائه فوافق احدهم طمعاً في رضا والديه، وما أن علمت زوجته بالخبر، وهي صديقة عزيزة علي، حتى أرسلت لي رسالة عتاب شديدة زادت حزني حزناً، فأنا لا أريد الزواج منه لأسباب كثيرة، ولا أريد أن تحل مشكلتي بهذه الطريقة على حساب غيري، الآن أنا رافضة تماماً، ولكن والدي مصر وبشدة، ووالدا زوجي لديهما رغبة شديدة في الأمر، أما أخواته فيرفضن تماماً فماذا أفعل؟ لا أجد سوى البكاء المتواصل ليل نهار، فنفسيتي غير مهيأة للزواج، فكيف إذا كان اخو زوجي هو من يتزوجني، وكيف ومشاعر السخط والغضب التي تحيط بالموضوع أتمنى أن يتركوا لي حرية الاختيار». وتعبر ابتسام الصاعدي عن انزعاجها الشديد من وضعها، تقول: »كان زوجي كل شيء في حياتي وعندما توفي كانت الصدمة قاسية علي، وأنا لا أفكر الآن بالزواج، على رغم أن عمري لم يتجاوز 25 عاماً وليس لدي سوى بنت وحيدة، ولكن نظام عائلتنا يفرض علينا الزواج من شقيقه، والمرشح للزواج يكبرني بعامين ولا يحمل أي مؤهل، وأنا احمل مؤهلاً جامعياً، وليس لديه وظيفة لينفق علي أنا وبنتي، فهو عاطل عن العمل، وسيرته الشخصية ليست طيبة، ولكنه القانون العائلي الذي يجعلني أعيش في عذاب، فالمطلوب مني الاستسلام لهذا القانون، وانتظر في اي لحظة يحددون فيها زواجي ولا املك الرفض». وعلى النقيض من ابتسام وخلود وابتهال، تقبل صالحة الزهراني الزواج من شقيق زوجها لأنه عم أولادها، وهو أولى بهم وأكثر الناس حرصاً عليهم بعد وفاة والدهم، وظروفه المادية والاجتماعية تسمح له بالزواج منها، بحسب قولها، لكن حرية الاختيار العكسية في حالة صالحة، أيضاً يرفضها »القانون العائلي»، فالمشكلة كما تقول صالحة: »تكمن في رفض أهلي لأنهم لم يكونوا على وفاق مع زوجها عندما كان على قيد الحياة، وبينهم وبين أسرته خلافات وصلت إلى حد الصدام بين العائلتين، وتتساءل لماذا ادفع أنا وأولادي ثمن خلافات لا ذنب لنا فيها؟».