شكك البعض في تصريح رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الذي حذر فيه عموم مجتمعات السنة من محاولة إيرانية لتشييع هذه المجتمعات، وقال البعض إن الشيخ القرضاوي بالغ كثيراً، وهو في النهاية لا يملك إحصائية واضحة ودقيقة... وثارت وكالة مهر الإيرانية بكل ما تملك من أدوات الشجب والسب تجاه هذا العَالِم ووصفته بالرجل الذي يسعى لشق صفوف المسلمين، إذ إن التاريخ شاهد لا يكذب، والعالم يرى بنور الله الذي آتاه. أعلنت المغرب قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران نظير ما تقوم به من محاولة فرض النظام الإيراني في المغرب من خلال عبادة التشيع ومحاولة زرع بذور الفتنة والمذهبية في ربوع المغرب... والتاريخ شاهد على أن النظام الإيراني يتذرع بالمذهبية للوصول لأبعاد سياسية ونفوذ داخل المجتمعات والدول وسعيه في ذلك مستمر ومتواصل، وشعاره الدائم «الوحدة الإسلامية» وفي الباطن «الثورة الإيرانية»... إن تصدير الثورة بهذا الأسلوب له أبعاد خطرة على أمن الدول والشعوب. إن تصدير الثورة الإيرانية كنظام سياسي للمجتمعات السنية تحت عباءة الوحدة الإسلامية والحرية المذهبية يدعونا للوقوف بحزم إلى جانب المغرب ضد هذه التصرفات الإيرانية، إن الذي نعرفه من الدين أن الإسلام لا يُفرض بالقوة، ولا بأساليب الثورة وتصدير العنف والنزاعات والتوترات والقتل والإبادة، بل الإسلام ترك للناس الخيار بعد إقامة الحجة والبرهان، لم يكن لإيران أي دور ظاهر في حماية الوحدة الإسلامية، بل تجدها في بؤر النزاعات والتوترات طرفاً فاعلاً في إذكاء هذه الصراعات، وما يحدث في العراق ولبنان، وما حدث سابقاً في دول الخليج، خير شاهد على ذلك، وما وجود الوفد الإيراني في الخرطوم إلا بداية لإذكاء روح الصراع من جديد، واستغلال هذه الموجة من الصراع لتمرير الثورة للقارة السمراء، كما حصل في بلدان أفريقية أخرى. لم تعد «عقيدة التقيا» تفيد الثورة في التستر على خفايا المذهبية التي تُسيّس للنظام السياسي الإيراني، ولعلك بنظرة سريعة على الإعلام الإيراني، المرئي والمقروء والمسموع، تجد هذه الظاهرة واضحة للعيان «التشيع طريق السياسة والسيطرة وإذكاء الصراعات». إن ما فعلته المغرب كان قراراً سياسياً ناجحاً ووقفة مميزة تدعونا من جديد أن نكون على درجة عالية من الحذر، ولعل هناك أمراً آخر بدأت إيران في تطبيقه، خصوصاً في دول الخليج العربي، وهو دعم الموالين لها ممن هم مواطنون خليجيون بشراء الأراضي والتوطين حتى ولو لم يكونوا في حاجة لها، ولعل هذه خطوة تعيدنا للوراء وتذكرنا بما تفعله إسرائيل في الأراضي المحتلة من بناء وتكثير الوحدات السكنية تمهيداً لجلب مهاجرين جدد. لقد بات المشروع الثوري الإيراني يشكل تهديداً وخطراً يوماً بعد يوم، وعلى إيران أن تعي أن مثل هذه الخطوات لن تقودها إلا إلى مزيد من التخلف والتأخر والعزلة عن العالمين الإسلامي والدولي.