حين عجزت الفئة الضالة عن تمرير فضائحها من أسلحة وذخيرة على الأرض ذهبت في الظلام لدسها في الأسفل تحت هذه الأرض المظلومة المستهدفة من الغير، ويا «للعار» حين يكون التنفيذ وشيء من التخطيط والخيانة من الأبناء الذين رضعوا كل الخيرات وأخذوا الحَسَن والجميل من التراب ثم تنكروا له بسرعة، وليت التنكر كان صمتاً ولم يكن عملاً قاتلاً دنيئاً. واصَلَ الخارجون الضالون الفساد والعبث والادعاء بفهم كل شيء، والجرأة على عمل كل شر ولا حاجة لاستفهام هنا، ما داموا في حالة غياب تامة مستمرة عن الوعي وإجازة طويلة من التفكير النظيف والشذوذ العقلي الذي لا مثيل له. قبل يومين في أولى النتائج التي أظهرتها التحقيقات التي تقوم بها الجهات الأمنية مع 44 من معتنقي ومفكري وداعمي الفكر الضال المقبوض عليهم سابقاً، تم الكشف عن حيازتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في استراحة يملكها أحدهم، مدفونةً في مخبأ سري من الخرسانة المسلحة لغرض لا يَصْعُب فَهْمُه. تُضْمِر الفئة الهالكة في أنفسها الغدر والخيانة والخداع، وتحاول أن تثبت ضحالة خططها، وسوء نياتها للبلد وأناسه، تستقبل عقولهم كل ما يمليه الخائنون الكبار وكأنها صممت خصيصاً لتكون مرمى للنفايات من الأفكار والخطط الجبانة، لم يهجسوا للحظة أن أجسادهم موضوعة في فوهة المدفع الذي يطلقه الغير، والغير مستلق في استراحة بعيدة يمارس شيطنته وينتظر عقلاً جديداً يمارس معه الغسيل الكلي والتنشيف بالموت. ما تم الكشف عنه بالمختصر «281 رشاش كلاشينكوف، و250 مخزن ذخيرة، و55 صندوق ذخيرة تحتوي على 41250 طلقة»، وهنا يحضر سؤالان توأمان ملتصقان مؤلمان حد الحاجة لنوبات بكاء، وحد الاستعانة بجبال صبر والاتجاه للثلث الأخير من الليل للدعاء الحار: إلى أين كانت ستذهب هذه الكمية المخجلة؟ ومن أجل من تم جمعها ودفنها وإخفاؤها؟ سنعجز نحن عن شكر كل أجهزتنا الأمنية برجالاتها حين أعفتنا من مآسي التخطيط وقراءة الوجوه والنيات، وبذلت الرقم الأعلى من الجهد والمجهود لإيقاف كل خائن عند حده، وكشف دناءة الضمير وخبث الهدف والمقصد. سنعجز عن تقدير كل رجالات الأمن الذين يقفون بشموخ وتحدٍ - هم أهله - أمام كل هؤلاء المندسّين تحت عباءة الدين، والمتمنطقون بالأسلحة والذخائر. العلاج الوحيد للتخلف الفكري العقدي هو الكشف عن العقول والأجساد وفضحها ووأد كل مراتع الشيطان وملاهي صباه، وها هي ذي تتوالى في السقوط. ذخائر الموت المكشوفة تَعَاهَدَ الضالّون - مع الشيطان - على سترها بلا خوف من الله ولا وجل من ترويع الآمنين المطمئنين. لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ولكل رواد الثرثرة من القريبين والبعيدين، ها هي ذي الأرض الطيبة تشمر ساعديها كل يوم، تعمل مخلصة واثقة لهدف فرملة الإرهاب وأهله ونبش أوكارهم، على رغم أنها المستهدفة المقصودة، وميدانها وساحة المواجهة والمضبوطات التي لم تأتِ من بعيد تتحدثان عن أنفسهما جدياً وتشيران إلى أن المفارقة في وجود من يعمل لقتل الظاهرة وإسكاتها في المهد، فيما آخرون جهودهم ظاهرة في الغمز واللمز وإحداث البلبلة والشوشرة والإثارة. والكل يعلم أنها بالكاد تقوم من حملها. [email protected]