دخلت قناة «الجزيرة» الفضائية مرحلة جديدة بإدخال تغييرات في برامجها وشكل الشاشة وألوانها ابتداء من الليلة الماضية، وجرى ذلك في ذكرى تأسيسها الثالثة عشرة. ولوحظ أن برنامج «أكثر من رأي» اختفى من الخريطة البرامجية الجديدة، وفي المقابل سيطل على شاشة الجزيرة المذيع (السعودي) علي الظفيري في برنامج «في العمق»، الذي يبث في العاشرة مساء كل اثنين ويستضيف محللين واستراتيجيين لطرح رؤاهم حول قضايا العالم العربي والعالم «بنهج هادئ ومعمق» بحسب قول مسؤولي القناة. البرنامج الثاني الجديد سيقدمه صاحب البرامج واللقاءات الخاصة سامي كليب ويحمل اسم «الملف» ويقدم في العاشرة مساء الجمعة، ويتناول قضية سياسية أو اجتماعية مع تقديم تقارير وحوارات حول موضوع النقاش، كما يقدم المذيع القطري محمد سعدون الكواري برنامج «دنيا الكرة» في الثامنة مساء الاثنين. ورداً على سؤال ل «الحياة» عن خطة القناة لتعزيز المهنية، أعلن مدير الشبكة وضاح خنفر في لقاء مع صحافيين إطلاق مشروع جديد يهدف الى «ترسيخ الرؤية التحريرية وتأصيل العمل الإعلامي لوضع التقاليد المهنية في شكل قابل للتدريب وللنقل لمن يريد». وأكد خنفر استمرار برنامج «الاتجاه المعاكس» المثير للجدل الذي يقدمه فيصل القاسم. وقال وضاح خنفر إن هذا البرنامج يتصدر برامج القناة وفقاً لدرسات أجريت في هذ الشأن. وقال إن «الحلة الجديدة» للقناة روعي في تصميمها التقدم التقني وتناسق الألوان وموسيقى أكثر جذباً. ورأى أن التغييرات البرامجية تسعى الى «مزيد من الحيوية والتفاعلية والقدرة على اجتذاب قطاعات جديدة من المشاهدين وبخاصة الشباب والمرأة»، وسيقدم برنامج «منبر الجزيرة» وهو من البرامج القديمة في شكل تفاعلي مع الجمهور. ضغط متواصل وفيما نفى مدير شبكة «الجزيرة» رداً على سؤال ل «الحياة» أن تكون ضغوط الحكومات العربية خفت على القناة الفضائية، قال: «الضغط قائم، ويعاد تشكيله»، مشيراً الى أنه بعدما كان يتم اللجوء في السابق الى إغلاق مكاتب القناة في (دول عربية) يتم الآن التشويه والانتقاص من صدقية القناة. ورأى خنفر في هذا الاطار ان «أجهزة المخابرات العربية يعوزها الإبداع، فتارة تصف القناة بالعمالة لإسرائيل ومرة أخرى لأسامة بن لادن أو (حركة) «حماس». وأضاف أن «الحملة الآن علينا من اليمن بسبب تغطيتنا للحوثيين والحراك الجنوبي»، كما ان «هناك حملة من حكومات عربية بسبب الانتخابات في بعض الدول العربية». وشدد مدير «الجزيرة» على أن «هذه ضريبة يجب أن تدفع، لكن ذلك لن يدفعنا لتسوية حسابات مع أية دولة، ونترك حسابنا للناس». وستخطو «الجزيرة» خطوات تفاعلية مع مشاهديها في خطتها الجديدة لتجعل منهم «مراسلين» لها وفقاً لمدير الشبكة الذي قال: «سنفتح المجال للناس لإرسال صور وإبداء آرائهم وليكونوا صحافيين في سبيل كسر رقابة الدول العربية» على الإعلام. ونوّه بدور قطر وقال إنها «قدمت لنا سقف الحرية غير المسبوقة عربياً وإمكانات العمل، وهاتان ميزتان صنعتا «الجزيرة». يشار الى أن شبكة «الجزيرة» كشفت أمس نتائج استطلاع رأي نفذته شركة «نيلسن» العالمية وشمل 27 ألف مشاهد في 14 بلداً في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. وأظهرت الدراسة أن عدد مشاهدي القناة يقدر بنحو 140 مليون مشاهد ممن تجاوزت أعمارهم 18 سنة في العالم العربي، كما أوضحت الدراسة وفقاً لمسؤولي شبكة «الجزيرة» أن قناة «الجزيرة» «حصلت على أعلى نسبة مشاهدة بين القنوات الإخبارية في العالم العربي وصلت الى 70 في المئة من مجموع العينة المستطلعة آراؤها (27 ألف شخص)».