أعلنت السلطات السعودية أمس أن التحقيقات الأمنية مع عناصر شبكة ال44 سعودياً، أحدهم مقيم مصري، وبعضهم يحمل مؤهلات وخبرات تقنية متقدمة، أدت إلى كشف مخبأ أسلحة تم بناؤه من الخرسانة المسلحة في استراحة بمنطقة الرياض. وتم ضبط 281 رشاشاً و250 مخزن سلاح، وأكثر من 41 ألف طلقة رشاش. وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أنه إلحاقاً للبيان الصادر في 19 آب (أغسطس) الماضي، بشأن القبض على شبكة من منظري ومعتنقي «الفكر الضال» والداعمين لأنشطته الإجرامية، وضبط أسلحة وذخيرة ودوائر إلكترونية عملوا على تطويرها لاستخدامها للتفجير عن بعد، بما في ذلك 50 رشاشاً مع ذخائرها قاموا بإخفائها خلف جدار من الخرسانة داخل أحد المنازل بمدينة الرياض، أن التحقيقات مع عناصر الشبكة توصلت إلى معلومات كشفت حيازتهم كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة قاموا بإخفائها في استراحة تعود لأحدهم، وتقع في إحدى محافظات منطقة الرياض، وداخل مخبأ من الخرسانة المسلحة بارتفاع يبلغ نصف متر عن الأرض. وأضاف: «أن المخبأ الذي عثر فيه على الأسلحة، هيئ على أنه مكان للجلوس بغرض التمويه». وأشار المتحدث إلى أنه بعد استخراج الأسلحة اتضح أنها عبارة عن 281 رشاشاً من طراز كلاشنكوف، و250 مخزن سلاح، و55 صندوق ذخيرة تحتوي على 41250 طلقة. وأكد التركي أن التحقيقات لا تزال مستمرة لاستظهار الحقائق المحيطة بنشاطات تلك الشبكة. وأوضحت مصادر أمنية ل«الحياة» أن الشبكة تم اكتشافها منذ 15 شهراً وتساقط عناصرها واحداً تلو الآخر خلال التحقيقات الأمنية. واتضح أنهم يسيرون على نهج قيادات التنظيم الذين (قتلوا في مواجهات سابقة مع الأمن السعودي)، من حيث اتخاذ «الاستراحات» أوكاراً لهم في محافظات منطقة الرياض، ووضع سواتر حديدية على أسوار الموقع تحسباً لكشف تحركاتهم من قبل سكان الحي. وقالت المصادر، إن الموقع الذي تم الكشف عنه يقع على بعد (120 كيلو متراً شمال غرب الرياض، في قرية «الصفرات»، ووضعت الأسلحة في «متكأً» (منصة جلوس) خارجية، تم بناؤها لغرض تخزين أسلحتهم بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية، إلا أن الحسّ الأمني الدقيق كشف المخبأ. وأشارت المصادر إلى أن الخلية على علاقة بقيادات «القاعدة» في أفغانستان، وبعضهم سبق أن التقوا بهم قبل فترة طويلة، لا سيما وأن بعض عناصر الخلية كانوا في وظائف قيادية، نظراً للشهادات العلمية التي يحملونها. وأضافت: «أن السلطات الأمنية حققت إنجازات استباقية ضد نشاطات خلايا الفئة الضالة خلال هذا العام، وأدى ذلك إلى انخفاض المواجهات عمّا كانت عليه في السنوات الخمس الماضية، نتيجة الحس الأمني الدقيق». وكانت مصادر مطلعة كشفت ل«الحياة» في وقت سابق أن عناصر «شبكة ال44» التي أعلنتها وزارة الداخلية في أغسطس الماضي، تتلقى توجيهاتها مباشرة من قيادات تنظيم «القاعدة» في الخارج، وطورت دوائر إلكترونية (استقبالاً وإرسالاً) قام بتصنيعها أحدهم، ويحمل مؤهلاً عالياً في الهندسة الكهربائية، وتستخدم للتفجير عن بعد بواسطة الهواتف المحمولة، ويتم تحويرها وتشفيرها بطريقة تضمن سلامة مستخدميها، من مسافات تتجاوز 1000 متر. ويذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية تمكنت من الوصول إلى معلومات عن شبكة من منظري ومعتنقي الفكر الضال والداعمين لأنشطته الإجرامية، على رغم مبالغة عناصرها في التخفي ومحاولة تحقيق أهدافهم في نشر «الفكر الضال» والدعوة إليه من خلال التغرير بالأجيال الشابة، واستغلال العمل الخيري في تمويل أنشطتهم الضالة، وباشر رجال الأمن مهماتهم التنفيذية بين 21 تموز (يوليو) 2008 والثاني من آب (أغسطس) 2009، ونتج عن ذلك القبض على 44 عنصراً أحدهم مقيم والبقية سعوديون، ويحمل بعضهم خبرات تقنية متقدمة، فيما تلقى آخرون تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وطرق إعداد «الخلائط» المتفجرة وأساليب تزوير الوثائق، وذلك لاستخدامها في تنقلاتهم، وضبط دوائر إلكترونية جاهزة قاموا بتطويرها لتستخدم في عمليات التفجير عن بُعد، وذلك في مواقع متفرقة، وضبطت منها 376 دائرة إلكترونية بين منطقتي الرياض والقصيم، إضافة إلى أسلحة رشاشه من طراز كلاشنكوف ومخازن سلاح وصناديق ذخيرة حية.