أثار الشريط المصوّر الذي بثّه تنظيم «داعش» عن الطريقة الوحشية التي أعدم فيها الطيار الأردني معاذ الكساسبة، إجماعاً لبنانياً على إدانتها وإدانة الإرهابيين الذين يقفون وراءها، في وقت تداعى طلاب حزب «الوطنيين الأحرار» الى وقفة تضامنية مع الشعب الأردني ضد المجموعات الإرهابية وإضاءة الشموع، مساء اليوم أمام مقر السفارة الأردنية في بعبدا. وكان رئيس الحكومة تمام سلام دعا الى «وقفة على قدر التحدي في وجه الوباء الظلامي الذي يجتاح المنطقة، والى قدر عال من اليقظة والتنسيق والتعاون، لإنهاء هذه الظاهرة ووضع حدّ للعبث بأرواح أبنائنا وأمن بلداننا واستقرارها». وقال في رسالة تعزية وجّهها الى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن «لبنان بأسره يشاطركم حزنكم وغضبكم، خصوصاً أنه عانى ولا يزال من ارتكابات هؤلاء الإرهابيين الذين اعتدوا على سيادة لبنان وقتلوا الكثير من أبنائه، وخطفوا عدداً من عسكرييه ولا يزال 26 منهم قيد الاحتجاز حتى اليوم». وبعث برسالة تعزية الى نظيره الأردني عبد الله النسور. وأبرق الرئيس أمين الجميل الى الملك عبد الله الثاني، معزياً وشاجباً «الوحشية والدناءة لدى الجماعات الإرهابية الخارجة عن أي قيم وعن كل مبادئ القانون الدولي»، معتبراً أنه «عمل يضرب المبادئ الإنسانية بالصميم، ويجعل من الملحّ تحرير مجتمعاتنا من هذه الجماعات». واتصل بالسفير الأردني لدى لبنان نبيل مصاروة معزياً. واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن تنظيم «داعش» وممارساته «تخطّيا كل حدود ما يمكن للمخيّلة الشريرة أن تصل اليه. والجريمة البربرية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمسلمين، هي جريمة ضد الإنسانية، ويجب قطع دابر أعمالهم الإرهابية ودابر مسبباتها. وكان زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اعتبر ان «هذا العمل الاجرامي يرقى الى عصور الجاهلية والظلامية ويتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والاخلاقية والانسانية». وعبّر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من القاهرة، عن ألمه وحزنه الشديدين «لفظاعة العمل الإجرامي المدان بالمعايير الدينية والأخلاقية والإنسانية». وقال: «الوضع العربي برمته مقلق، ونعيش في عالمنا العربي أسوأ الظروف، ونتطلّع الى دور جدي وفاعل لجامعة الدول العربية لرأب الصدع، ونأمل أن يلتقي في القمة العربية المقبلة كل الرؤساء والملوك لإيجاد حلّ للأزمات التي تمر بها المنطقة». وكان دريان التقى بابا الأقباط في مصر الأنبا تواضروس الثاني، في حضور مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام. وبحث المجتمعون في تعزيز العلاقات الإسلامية - المسيحية، وأكد تواضروس أن «ثقافة قبول الآخر المفتاح للعيش المشترك، والتنوع في أي بلد هو مصدر غنى وإثراء لإنسانية الإنسان». ودعا دريان الى «تحصين الوحدة الإسلامية - المسيحية المبنية على أسس المواطنة والعيش الواحد بين مختلف الطوائف في أي بلد عربي، وصونها من أي تأثير للأحداث في المنطقة»، منوهاً «بوعي الشعب المصري وحكمة قياداته السياسية والدينية في هذه المجالات». والتقى دريان شيخ الأزهر أحمد الطيب. وأكد أن «تصويب الخطاب الديني مسؤولية العلماء، والحرص على مواجهة ثقافة الغرائز والفتن والتطرف الديني التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين». كما التقى دريان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وعبّر الأخير «عن محبته وتعاطفه مع الشعب اللبناني»، آملا ب»أن يصل اللبنانيون إلى حل سريع لأزماتهم بالحوار والتفاهم وتغليب المصلحة الوطنية اللبنانية»، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام». ودان حزب «القوات اللبنانية» في بيان، «الجريمة الحقيرة التي تعرض لها الطيار الكساسبة»، واعتبر أن «هذا العمل لن يزيد الأحرار والمعتدلين في هذا الشرق إلا تصميماً على حماية الحضارة وقيم الإنسان من المتطرفين المجرمين المرضى». وتقدمت «جمعية الطيارين الخاصين» في لبنان، «من أهل الشهيد البطل ومن حكومة الأردن وقيادة سلاح الجو الأردني، ضباطاً وطيارين، ومن الشعب الأردني الشقيق بأحر التعازي».