أعلن أمس تشكيل تحالفين انتخابيين ليبراليين هما «ائتلاف الحركة الوطنية العراقية» بزعامة اياد علاوي وصالح المطلك، ركز على نبذ المحاصصة وإجراء المصالحة وإعادة المهجرين، و»الأحرار الليبرالي» الذي يتزعمه النائب اياد جمال الدين، المنشق عن حركة علاوي، ورفع شعار «الليبرالية هي الحل». وجاء الإعلانان في اليوم الأخير من المهلة التي منحتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتسجيل الائتلافات السياسية التي ستدخل الانتخابات البرلمانية المقررة في 16 كانون الثاني (يناير) المقبل. وبدا إعلان «الحركة الوطنية العراقية» مختلفاً عن باقي الائتلافات. فعلى رغم وجود قطبي الائتلاف علاوي والمطلك، إلا أن احداً منهما لم يقرأ كلمته بمناسبة إعلان الائتلاف، وأناب الأول القيادي في «حركة الوفاق» عبدالجليل محسن وأناب الثاني شقيقه مشعان المطلك في قراءة الكلمات. وبالإضافة الى علاوي والمطلك، ظهر في «ائتلاف الحركة الوطنية» النائب والسياسي المخضرم عدنان الباجه جي، الزعيم السابق ل «تجمع الديموقراطيين المستقلين» الذي استقر خارج البلاد بعد فوزه في الانتخابات النيابية السابقة التي دخل فيها مع علاوي آنذاك، كما ظهر فيه نائب رئيس الوزراء المستقيل سلام الزوبعي الذي انسحب من منصبه قبل عامين تضامناً مع «جبهة التوافق» التي كان ينتمي اليها آنذاك، فضلاً عن مجموعة من الشخصيات العشائرية والدينية. اما نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، الذي أكد علاوي في المؤتمر الصحافي الذي تلا الإعلان عن ائتلافه الانتخابي، انه جزء من الائتلاف الجديد، فأرسل هو الآخر رسالة قصيرة تمت قراءتها بالنيابة عنه ولم يظهر في الإعلان. وجاء في كلمة علاوي ان «العراق خضع لنظام المحاصصة الطائفية طوال السنوات الماضية مثلما خضع لتدخلات خارجية واسعة، فضلاً عن تطبيقه قوانين صدرت عن الجانب الاميركي وطبقت بطريقة انتقامية مثل قانون اجتثاث البعث وقانون الإرهاب وملابسات قضية المخبر السري وغيرها من القوانين التي استبعدت شرائح كثيرة من أبناء الشعب العراقي». وقال علاوي أيضاً ان «مستلزمات النهوض توجب الخروج من المحاصصة نحو تفعيل مشروع المصالحة الوطنية وإعادة المهجرين وإقرار القوانين اللازمة لبناء القوات المسلحة، باعتبارها السبل الوحيدة التي يمكن من خلالها تصحيح مسار العملية السياسية». وأبقى الائتلاف الباب مفتوحاً لمن سماها ب «قوى الخير والأمان» مثلما فعلت باقي الائتلافات الأخرى التي أعلنت من قبل. وأضاف علاوي ان هذه الحركة ستكون بديلاً من «حركة الوفاق» التي يرأسها و «الجبهة الوطنية للحوار الوطني» بزعامة المطلك. أمّا المطلك فقال: «اتفقت مع علاوي على تأسيس هذه الحركة بعد نقاشات معمقة، والقرارات التي ستصدر عن هذه الحركة ستكون باتفاق الطرفين»، في إشارة الى علاوي والمطلك. على الصعيد ذاته اعلن النائب اياد جمال الدين، الذي انسحب من «القائمة العراقية» بزعامة علاوي قبل عام، تشكيل تجمع «الأحرار الليبرالي» ضم شخصيات مستقلة وبعض النواب بينها النائب وثاب شاكر رئيس لجنة المصالحة الوطنية في البرلمان. ورفعت الكتلة الجديدة شعار «الليبرالية هي الحل» على رغم ان زعيمها رجل دين. وجاء في برنامجها السياسي انها «تسعى الى بناء دولة بلا طوائف ولا محاصصات وتطهير المؤسسات من طفيليي المحاصصات الطائفية والعمل وفق ثلاثة قواعد اساسية تبدأ بالمصالحة وتوطيد الأمن والاستقرار ثم تفعيل ملف الإعمار».