هافانا - أ ف ب - تعرض الصين للمرة الاولى في كوبا «الشقيقة»، «ثورتها الفنية الجديدة» مع حوالى 40 عملاً. فحتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) ستعرض الأعمال التي انجزها نحو اربعين فناناً، في المتحف الوطني للفنون الجميلة في هافانا تحت عنوان «ثورة جديدة للفن الصيني المعاصر». وأوضح مانويل كريسبو المشرف الكوبي على المعرض «هذا اول معرض للفن الصيني المعاصر في هافانا. لدينا علاقات اقتصادية وسياسية قوية جداً مع الصين، لكننا لا نعرف فنها المعاصر كثيراً». عند المدخل تطالع لوحة بورتريه لماو تسي تونغ بأسلوب «واقعي اشتراكي محض». وتشير أعمال عدة من صور ولوحات ومنحوتات وأعمال مركبة في شكل ضاحك الى تاريخ الصين، مازجة بين «البوب آرت» والصور التقليدية للثورة، مروراً بالكتاب الأحمر الشهير مرجع الماويين، وقد فتح على صفحة بيضاء خالية. وأوضح المشرف الصيني على المعرض شين دونغ شينغ «هذه قطعة قوية جداً تعكس التغيرات في المجتمع الصيني»، وقد افلتت من الرقابة الصينية خلافاً لعشر قطع أخرى سحبت من المعرض. ومن بين القطع التي منعتها الرقابة واحدة تلقي نظرة ضاحكة على مسيرة ماو الكبرى، «وهو موضوع لا يزال حساساً جداً» في الصين على ما أوضح شين البالغ 45 سنة والذي يملك غاليري خاصة في بكين وسبق ان نظم معارض للفن الصيني المعاصر في باريس وموسكو. واعربت مديرة المتحف الكوبي مورايما كلافيخو عن استغرابها القرار الصيني بسحب هذه الأعمال، لكنها أقرّت بأن عملاً يتنافى والصورة التقليدية لأبطال الثورة الكوبية أمثال فيدل كاسترو وارنستو تشي غيفارا «لن تعرض في إطار رسمي. لكن هذا لا يمنع عرضها في إطار خاص». وتنتقد أعمال أخرى المجتمع الاستهلاكي الجديد في الصين «أحد ظواهر العولمة» على ما يقول كريسبو، لكنها ظاهرة لم تطل كوبا في شكل كبير بعد، حيث متوسط الأجور الشهرية يصل الى 20 دولاراً. وفي حين احتفلت كوبا التي كانت لسنوات طويلة حليفة للاتحاد السوفياتي السابق هذه السنة بالذكرى الخمسين لثورتها في أجواء متواضعة، أحيت الصين بحفاوة كبيرة الذكرى الستين لقيام جمهورية الصين الشعبية. وشدّد شين دونغ تشينغ على انه في هذا الإطار «من المفيد رؤية النقاط المشتركة بين البلدين واختلافاتهما الكثيرة والتطورات فيهما». واعتبرت كلافيخو ان «الصدمة بين التقليد والحداثة» تنعكس في الفن الصيني «استخداماً للاستعارات» المبتكرة جداً. وقد دفع هذا الأمر مثقفاً كوبياً الى الابتسام امام صورة تظهر انقاض مجلس شعب صيني «لدينا على الأقل وجه شبه واحد مع الصين وهو فن استخدام الاستعارة للالتفاف على الرقابة».