شيكاغو (إيلينوي)، ديترويت (ميتشيغان) - أ ف ب - أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي اي) اعتقال نجل زعيم اسلامي متطرف مشبوه بارتكاب نشاطات إجرامية وقتل الأربعاء خلال عملية للشرطة في ميتشيغان (شمال الولاياتالمتحدة). واعتقل مجاهد كارسويل نجل لقمان امين عبدالله في كندا اول من امس، بتهمة مساعدة والده على قيادة شبكة إجرامية من احد مساجد ديترويت (ميتشيغان). وأوضحت شرطة الحدود الكندية ان مجاهد كارسويل «الذي تم الاتصال به في مدينة ويندسور» المجاورة لديترويت، «وافق على التوجه الى مكاتبها» ثم وافق خلال استجوابه «على العودة من تلقاء نفسه الى الولاياتالمتحدة». وسهلت شرطة الحدود الكندية «عودته» من خلال تسليمه الى السلطات الاميركية على المركز الحدودي بين ويندسور وديترويت. وكانت «أف بي أي» اعلنت ان شرطة مدينة ويندسور (اونتاريو شرق كندا) اعتقلته ووضعته قيد الاعتقال لانتهاكه شروط الاقامة. وأكدت الشرطة أن كارسويل الذي كان يقيم في ويندسور قرب نفق يربط المدينة بديترويت، كان يدرب شباناً على فنون القتال في مساجد المدينتين. وكان في عداد مجموعة من 11 شخصاً استهدفهم هجوم شنته «أف بي أي» الاربعاء على احد مستودعات ديربورن في الضاحية الغربية لديترويت. وخلال تلك العملية، رفض والده الزعيم المفترض للمجموعة لقمان امين عبدالله (53 سنة) الاستسلام وفتح النار على عناصر الشرطة الذين ردوا وأردوه. وأكدت «أف بي أي» ان شخصين ما زالا ملاحقين في هذه القضية. وكان عبدالله تحت المراقبة منذ سنوات ودعا الى الجهاد خلال خطبه، كما أوضحت «أف بي أي». وكانت مجموعته تنفذ تعليمات عضو سابق في «الفهود السود» المسجون في الوقت الراهن لإطلاقه النار على عناصر الشرطة. وأضافت «أف بي أي» ان اعضاء هذه المجموعة الذين سعوا الى تمويل تحركهم الرامي الى إقامة «إمارة اسلامية» في الولاياتالمتحدة، سرقوا سيارات وأسلحة ومعاطف فرو، وأقدموا حتى على حرق مباني لابتزاز شركات التأمين. على صعيد آخر، حكم على «المقاتل العدو» علي المري في بيوريا (ايلينوي شمال الولاياتالمتحدة) بالسجن ثمانية اعوام واربعة اشهر بتهمة تقديم «الدعم المادي» للإرهاب، وهي عقوبة توازي الفترة التي امضاها في الاعتقال من دون محاكمة منذ توقيفه أواخر 2001. وخلافاً لرأي الاتهام، قرر القاضي الفيديرالي مايكل ميم ان يحسم السنتين اللتين أمضاهما في سجون الحق العام ومنحه الإعفاء الملائم. في المقابل، لم يأخذ في الاعتبار السنوات الست التي امضاها في سجن عسكري بصفته «مقاتلاً عدواً» بلا محاكمة، في حين يؤكد المري انه تعرض لسوء المعاملة. وكان المدعون العامون طالبوا بإنزال العقوبة القصوى به اي السجن 15 سنة. واعتبر القاضي ان المري قد «يختلط من جديد بالأشخاص الذين أحالوه الى هذه المحكمة»، مبرراً بذلك إمكان تمضيته بضع سنوات اضافية في السجن. أقر المري (44 سنة) في نيسان (ابريل) الماضي، بتقديم «دعم مادي» لتنظيم «القاعدة». واعترف بأنه تلقى تدريباً في معسكرات ارهابية في باكستان بين 1998 و2001 والتقى فيها خالد شيخ محمد الذي خطط لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وطلب منه خالد شيخ محمد «دخول الولاياتالمتحدة قبل 10 ايلول 2001 مع معرفته انه سيبقى فيها فترة غير محددة». والمري متهم بأنه خبير في الغازات السامة والتدرب على استخدامها والسعي الى الحصول على سيانور الهيدروجين السام جداً لدى وصوله الى الاراضي الاميركية. وقال المري قبل صدور الحكم عليه كما أفادت صحيفة «بيوريا جورنال ستار»: «يسعدني اني لم ألطخ يدي بالدماء ما كنت لأقبل ذلك ولن أقبله في المستقبل، لكني آسف لأني قدمت دعمي الى الذين كانوا يريدون الإساءة الى هذا البلد». وأضاف: «انا رجل مختلف عن علي المري في عام 2001، وآمل في تنظروا الي نظرة تسامح اليوم». وخلال الجلسة السابقة، دعا احد محاميه لاري لستبرغ الى خفض العقوبة، معتبراً ان موكله «لم يمض بعيداً في مهمته (الإرهابية) حتى يستحق» عقوبة شديدة. وفي 10 ايلول 2001، وصل المري الى الولاياتالمتحدة مع عائلته بتأشيرة دخول طالبية قانونية، واعتقل في كانون الاول (ديسمبر) 2001 بتهمة سرقة بطاقة اعتماد، ووضع اذ ذاك في الحبس الاحتياطي. وعشية محاكمته في 2003، اعلنه الرئيس جورج بوش «مقاتلاً عدواً»، معتبراً إياه عميلاً «نائماً» ل «القاعدة» على الاراضي الاميركية. ونقل عندئذ الى سجن عسكري في تشارلستون (كارولاينا الجنوبية) حيث وضع في زنزانة منفردة وأخضع كما قال لاستجوابات مرهقة. وعندما لم توجه اليه اي تهمة، رفع محاموه القضية الى المحكمة العليا التي وافقت على الرد على سؤال هل يستطيع رئيس الولاياتالمتحدة ان يحتجز الى ما لا نهاية شخصاً بمجرد الاشتباه بممارسته الإرهاب من دون تهمة او محاكمة؟ لكن الاتهام الرسمي للمري امام محكمة للحق العام كان واحداً من اولى قرارات الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما، فتخلت المحكمة العليا عندئذ تلقائياً عن القضية.