طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – أكدت ايران امس، رفضها وقف تخصيب اليورانيوم، مطالبة الغرب بأن يتعامل معها بصفتها «دولة نووية مدنية»، فيما كرر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير دعوة طهران الى وقف التخصيب. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لمجلة «دير شبيغل» الالمانية: «اننا نتحدث عن (الرئيس الاميركي باراك) اوباما باحترام شديد. لكننا واقعيون. نريد ان نرى تغييراً حقيقياً» في السياسات الأميركية. وأضاف: «نؤيد محادثات تستند الى العدل والاحترام». وكرر احمدي نجاد رفض بلاده وقف التخصيب. وقال في المقابلة التي أجريت قبل اسبوع: «هذه نقاشات قديمة. انتهى الوقت للقيام بذلك». في موازاة ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني ان «انتاج الوقود النووي في البلاد على يد خبرائنا الابرار، سحب البساط من تحت اقدام الاعداء الذين كانوا يحاولون تضليل الرأي العام العالمي بأن ايران تريد امتلاك اسلحة نووية». وقال خلال جلسة للبرلمان: «لم يعد الان امام مجموعة 5+1 أي سبب لرفض او انكار وجود تكنولوجيا نووية ايرانية، بالتالي على المفاوضات المقبلة ان تقتصر على الحقوق الواردة في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية». وأضاف ان «انظمة مراقبة اكثر صرامة طالب بها البعض في مجموعة 5+1، ليس لها اي قواعد قانونية وشرعية». وأكد لاريجاني ان البرلمان الايراني «سيشرف بدقة على المحادثات النووية مع الدول الكبرى، وسيمرر تلك التي تُجرى في اطار قرارات المجلس فقط». واعتبر ان الملف النووي الايراني «يشكل احدى ساحات الاختبار لسياسة التغيير التي تدعيها اميركا». اما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي فقال: «لن تقبل ايران وقف تخصيب اليورانيوم، لكننا نقبل نزعاً للاسلحة النووية». وأضاف ان طهران «وراء فكرة شرق اوسط خال من الاسلحة النووية». وزاد: «بدلاً من التحدث الان عن مجموعة 5+1، علينا التحدث عن مجموعة السبع، لانه بفضل تقدمنا السريع في مجال التكنولوجيا النووية، اصبحت ايران في مستوى دول هذه المجموعة ويجب دراسة مقترحات الجانبين». كما أكد محمد سعيدي نائب رئيس «الهيئة الايرانية للطاقة الذرية» ان «على العالم ان يقبل بأن لايران قوة نووية لاغراض مدنية». وقال: «قبلت بعض الدول بهذا الواقع، والحوار لتعليق (التخصيب) أصبح من الماضي ولم يعد ملائماً». في غضون ذلك، اكد قائد الجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي أن «الجيش مستعد للقضاء على التهديدات الناعمة والحرب النفسية ضد النظام، باستخدام أساليب جديدة تتناسب مع التهديدات الجديدة». وقال خلال تخريج دفعة من الضباط أن «ايران التي تشاهد قوات العدو التي تأتي الى مياهها القريبة من أقصى ارجاء العالم لتهديدها، لن تحصر نفسها في اطار حدودها بل ستواجه المعتدي الآتي اليها». كوشنير في المقابل، قال كوشنير ان «الامل ما زال قائماً في ان تقبل ايران» وقف التخصيب. وأضاف لصحيفة «اعتماد» الايرانية: «علينا الا ننسى ان مجلس الامن ومنذ العام 2003، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونظراً الى بعض الانتهاكات طلبا التوقيف وطرحا بعض الاسئلة» على ايران. وتساءل: «لماذا لا يجيب اصدقاؤنا الايرانيون على هذه الاسئلة؟ بعد اعطاء اجابات تزول الشكوك. ستكون هذه خطوة مهمة. نحن نؤيد الحوار وسنواصله». وقال كوشنير للصحيفة الإصلاحية، انه مستعد لزيارة طهران «شرط ان تجيب ايران على الأسئلة التي وجهتها اليها الوكالة الذرية، وان تقبل تعليق برنامجها الذي لا يوجد ما يشير الى انه ليس عسكرياً».