أكد الرئيس السوري بشار الأسد ان الوسيط التركي كان «ناجحاً جداً في إدارته» المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، داعياً الدول الأوروبية الى «دعم الدور التركي في المرحلة الحالية». وأكد الأسد رداً على أسئلة ل «الحياة» خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش في زغرب امس ان سورية «تعطي الأولوية الآن للتعاون مع أوروبا وليس للشراكة التي تحتاج من الناحية القانونية الى بعض المناقشات». وشدد ميسيتش، من جهته، على وجوب استرجاع الجولان في أي اتفاق سلام مع اسرائيل. وأشار الرئيس الأسد رداً على سؤال الى وجود «دعم شعبي لاستمرار المفاوضات من أجل الوصول الى السلام، وهذا شيء مهم لنا كحكومة وكدولة». وزاد ان تحقيق السلام يتطلب وجود «شريك من الجانب الاسرائيلي مستعد للسير في الاتجاه نفسه. طبعاً، نحن في حاجة الى وسيط أو راع لعملية المفاوضات. ومن خلال تجربتنا مع تركيا في العام الماضي عندما أدارت مفاوضات غير مباشرة لأشهر عدة، كان الوسيط التركي ناجحاً جداً في ادراته عملية المفاوضات»، مضيفاً: «المطلوب من الدول الأوروبية، وهذا ما تحدثنا به في شكل متكرر مع مختلف المسؤولين الذين التقينا بهم، ان يدعموا هذا الدور التركي في المرحلة الحالية». وأعلن انه شرح لميسيتش موقف بلاده من تحقيق السلام الشامل والعادل، مشيراً الى ان فشل عملية السلام في العقدين الماضيين يتطلب من الدول الاوروبية العمل على «إحياء هذه العملية المتوقفة التي تضمن الأمن والاستقرار للشرق الأوسط وأوروبا والعالم». وأوضح الرئيس السوري ان المحادثات مع نظيره الكرواتي تناولت «وضع أسس استراتيجية متينة» لتطوير العلاقات بين البلدين سياسياً واقتصادياً، والأوضاع الإقليمية والدولية. وأعرب عن «الارتياح الكبير» لاتباع أسلوب الحوار بين ايران والغرب إزاء الملف النووي باعتباره «الأسلوب الوحيد» لحل مشاكل المنطقة مع حق الدول بالإفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية وضرورة جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال ل «الحياة» إن العلاقات السورية - الأوروبية «تتطور في شكل جيد. هناك محوران: محور التعاون ومحور الشراكة. الشراكة هي إطار مهم للتعاون. هي إطار قانوني، لكن في سورية أعطينا الأولوية للتعاون الآن وليس للشراكة، لأن الشراكة من الناحية القانونية والفنية بحاجة الى بعض المناقشات التي لم تنته بعد». وسألت «الحياة» ميسيتش عن تصوره لاتفاق السلام بين سورية واسرائيل، فأجاب ان «المطلوب استرجاع الجولان الى السيادة السورية. ومن الجانب الآخر، يجب ضمان الأمن كذلك لدولة اسرائيل. كل هذه الأمور يمكن ان تحل عن طريق المحادثات».