نشر تنظيم «داعش» صور اثنين من انتحارييه اللذين شاركا في الاعتداء على فندق «كورنثيا» في العاصمة الليبية طرابلس الثلثاء، هما كما عرفهما التنظيم ب «الانغماسيين»: «أبو إبراهيم التونسي» و «أبو سليمان السوداني»، وشاركا ثلاثة ليبيين آخرين في الهجوم الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم أربعة من رجال الأمن وخمسة أجانب. وأرفق «داعش» نشر صورتي انتحارييه، ببيان لنعيهما توعد فيه بمواصلة الهجمات ضد من وصفهم ب «الكفار». وتأكد أمس، أن القتلى الأجانب الخمسة هم: فرنسي وطاجيكستاني وفيلبينيتان، يعملون لدى شركة «البراق» للطيران، إضافة إلى الأميركي ديفيد بيري وهو مستشار في المجال الأمني وضابط متقاعد في الاستخبارات ومشاة البحرية (مارينز). وأكدت وزارة الخارجية الأميركية مقتل الأميركي، من دون توضيح ملابسات وجوده في الفندق إلى جانب 8 مستشارين أميركيين كانوا مجتمعين مع عمر الحاسي رئيس حكومة الأمر الواقع التي شكلها الإسلاميون بعد سيطرتهم على طرابلس ولم يعترف بها المجتمع الدولي. وأكدت شركة «كروسيبل» الأمنية الأميركية مقتل بيري الذي يعمل لديها، لكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل. وقال مسؤول قسم العمليات في الشركة ومقرها في ولاية فرجينيا: «اليوم تعرضت شركتنا لهجوم إرهابي وهي في حداد على هذه الخسارة الرهيبة». وكروسيبل هي «شركة للتدريب والعمليات الأمنية» توفر الخبراء للمساعدة على حماية الوكالات الحكومية الأميركية والشركات المتعددة الجنسية والمنظمات غير الحكومية في مناطق التوتر. ودان الاتحاد الأوروبي وعدد من عواصم الغرب الاعتداء الانتحاري على فندق «كورنثيا». وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أن الهجوم «عمل إرهابي يهدف إلى ضرب جهود إحلال السلام والاستقرار في ليبيا»، وأكدت دعم الاتحاد جهود الأممالمتحدة الحالية التي أدت إلى محادثات لتحقيق حل سياسي على أساس الاحترام والحوار. وشددت على أنه «لا ينبغي السماح لمثل هذه الهجمات بتقويض العملية السياسية». وأصدرت الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والمالطية بياناً مشتركاً دانت فيه الاعتداء، ودعت «كل الليبيين إلى إدانة الأعمال الإرهابية والبحث عن مخرج للصراع الذي يزيد من تفاقم التهديدات الإرهابية». وشدّد البيان على دعم جهود الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص برناردينو ليون لتوفير حل للأزمة السياسية والأمنية والمؤسساتية القائمة حالياً في ليبيا. وأشاد البيان بالمشاركين في حوار جنيف وحض كل الأطراف على الانضمام إلى هذه العملية «لتجنب أي تدهور مستقبلي في الحالة الإنسانية، والتي يعانيها الليبيون كنتيجة للصراع القائم، ولتفادي فقدان ليبيا سيادتها وأمنها». في غضون ذلك، طالب البرلمان الليبي المعترف به دولياً بضم ليبيا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والذي يشن عمليات ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق، كما طالب برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي وتقديم الدعم له. ودعا البرلمان في بيان، كل الدول الصديقة والشقيقة لليبيا إلى «إدانة هذا العمل الإرهابي» ورأى أنه يأتي في إطار سعي «داعش» إلى موطئ قدم في العاصمة الليبية. وحذر من «عمليات متتالية» للتنظيم الإرهابي تطاول كل المرافق الحيوية في المدينة، وكذلك سفارات الدول الصديقة، لافتاً إلى أن استهداف فندق «كورنثيا» دليل واضح على أن «هذا التنظيم الإرهابي بات يتحرك في شكل واضح في العاصمة». ودعا البرلمان في بيانه «الليبيين كافة، إلى التكاتف والتماسك والوقوف صفاً واحداً منيعاً ضد الإرهاب»، مشيراً إلى أنه يدعم مساعي الأممالمتحدة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، والمحافظة على المسار الديموقراطي. على صعيد آخر، عقدت في أديس أبابا اجتماعات لجنة الاتصال الدولية حول ليبيا التي تضم 16 دولة أوروبية وعربية، إلى جانب ممثلين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وانسحبت من الاجتماع قطر وتركيا بعد ضغوط الوفدين الليبي والمصري.