ارتفع عدد أسراب الفراشات الملكية التي تقضي الشتاء في المكسيك الى 56.5 مليون هذا العام من 34 مليونا العام الماضي، وهو أدنى رقم قياسي تصل اليه، غير أن أنصار الحفاظ على البيئة قالوا أمس (الثلثاء) إن هذه الزيادة طفيفة للغاية ولا تكفي للحد من خطر تعرض هذه الحشرات للانقراض. وأعلنت "الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية" الشهر الماضي، أن "الفراشات ذات اللونين البرتقالي والأسود ربما تحتاج إلى بسط الحماية عليها بموجب القانون الخاص بحماية الأنواع المهددة بالانقراض بعد فقدان مكان المعيشة ما أدى الى تراجع حاد في أنشطة هجراتها عبر البلاد". وقالت مديرة قسم الانواع المهددة بالانقراض في "جمعية زيرسيس للحفاظ على اللافقاريات"، سارينا جيبسن، إن العلماء توقعوا ان ملاءمة الطقس في مناطق تكاثر هذه الفراشات في الغرب الاوسط الأميركي وفي مناطق اخرى سيتمخض عن مزيد من هجرتها الى المكسيك هذا العام عن تقديرات الحكومة المكسيكية وفرع صندوق الحياة البرية هناك هذا الاسبوع والتي تشير الى 56.5 مليون. وأضافت أن احدث التقديرات لاعداد هذه الفراشات تمثل ثاني أقل اعداد منذ بدء عمليات الحصر في 1993، وأنها تواجه خطر الانقراض من دون وجود موئل لها وتوفير صور أخرى من الحماية تتمثل في اضافة هذه الحشرات الى القائمة الاتحادية الأميركية للانواع المهددة بالانقراض. وأكدت "نشعر بسعادة لزيادة أعدادها هذا العام عن الشتاء الماضي إلا اننا لا نزال نشهد تراجعا بنسبة تزيد على 90 في المئة بالمقارنة ببليون من الفراشات الملكية التي هاجرت الى المكسيك في منتصف تسعينات القرن الماضي". وكشف "أنصار الحفاظ على البيئة" أن تناقص عشائر الفراشات الملكية الرائعة مرجعه "هلاك نبتة حشيشة اللبن التي تعتمد عليها هذه الحشرات في وضع بيضها وتغذية يرقاتها اليافعات". ويرتبط اختفاء نبتة حشيشة اللبن بعوامل منها التوسع في زراعة محاصيل مهندسة وراثيا يمكنها الصمود أمام مبيدات الحشائش التي تقتل نباتات تنمو محليا ومنها حشيشة اللبن. وربما تمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشات الملكية لمسافة 4800 كيلومتر في أميركا الشمالية واحدة من أكثر مهرجانات الفراشات إبهارا في العالم حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا.