رغم توزيعه حقائب البيت الأبيض مناصفة بين الرجال والنساء، وتعيينه سبع وزيرات في ادارته وقاضية على المحكمة العليا، يثير الوسط السياسي والاعلامي الأميركي أسئلة حول "زمرة الرجال" التي تحيط بالرئيس الأميركي باراك أوباما وغياب العنصر النسائي عن الدائرتين السياسية المقربة من الرئيس والرياضية في لعبتي الغولف وكرة السلة. التساؤلات بدأت في صحف "شيكاغو تريبيون" و"نيويورك تايمز" و"بوليتيكو" حول الصحبة المحيطة بأوباما واقتصارها في المكتب البيضاوي على العنصر الذكوري والمساعدين الأقرب للرئيس، وهم: ديفيد أكسلورد ورام ايمانويل والناطق روبرت غيبس. وفي المعترك الرياضي على أصدقاء الرئيس الأميركي وجميعهم من الرجال الذين يلاعبهم الغولف كل يوم أحد، وآخرين من الشباب الذين أوفدهم الكونغرس للعب كرة السلة منذ أسبوعين. ولا يبدو أن محاولة البيت الأبيض إيفاد مساعدة أوباما للشؤون الداخلية مالودي بارنز للعب الغولف مع الرئيس منذ يومين، نجحت في اسكات هذه الانتقادات مع وصف نيويورك تايمز الأجواء المحيطة بأوباما ب"زمرة الشباب" وتساؤل بوليتيكو وشيكاغو تريبيون اذا ما كان الرئيس يفضل العنصر الذكوري في الدوائر المقربة منه. الفرضية فاجأت الأوساط القريبة من أوباما، والتي راحت تبرز أسماء مستشارات ووزيرات مقربات منه مثل فاليري جيريت ومساعدته الاقتصادية كريستينا رومر والوزيرة هيلاري كلينتون وكيف أن فريق البيت الأبيض هو مؤلف مناصفة (50 في المئة) من الرجال والنساء. كما تطرقت الأوساط الى عائلة أوباما، واستحالة استهانه الأب لابنتين وعقيلته ميشال أوباما ذو شخصية فذة داخل وخارج البيت الأبيض، بالعنصر النسوي. الا أنه وفي مقاربة مع الادارات السابقة وخصوصا الرئيس جورج بوش الابن وبيل كلينتون، يجد الاعلام الأميركي حججا لتبربر هذا النوع من الانتقادات للادارة. فمستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية بعدها كوندوليزا رايس كانت ضمن الحلقة الأصغر المحيطة بالرئيس بوش، كما كانت منسقته الاعلامية فوكيلة الديبلوماسية العامة كارين هيوز والناطقة لاحقا باسم البيت الأبيض دانا برينو ومستشارة الأمن الداخلي فرانسيس تاونسند. وكان يعرف عن بوش، الأب لابنتين أيضا، تفضيله العنصر النسائي في التواصل وتقديم الاستشارات السياسية. أما كلينتون، فكاريزماته بين النساء والتي أوصلته الى فضيحة مونيكا لوينسكي، وتعيينه وزيرات نافذات مثل جانيت رينو (العدل) ومادلين أولبرايت (الخارجية) أو مساعدات مثل دونا شلالا، أبعدت عنه الشبهات بتفضيل العنصر الذكوري. وسيحاول البيت الأبيض ابراز العنصر النسائي في الادارة اما من خلال ايفاده مستشارات أوباما رومر وجاريت لمواجهة الاعلام الأميركي، أو تكرار تجربة لعب الغولف مع بارنز الى جانب تضمين لاعبي كرة السلة لاعبات من فرق الكونغرس. وتبقى شعبية الرئيس بين النساء مرتفعة (57 في المئة)، نظرا لتأييده معظم القضايا التي تهم المرأة الأميركية، مثل الاجهاض، أو الرواتب المتساوية أو الضمانات الصحية.