أطفأ ديميس روسوس «العربي الجذور واليوناني الانتماء والثقافة»، كما صرّح في العام 2001 إلى «الحياة»، شمعته الأخيرة في أثينا ليل السبت - الأحد، عن 68 عاماً، وطوى بموته صفحات باهرة من النجاح في التأليف الموسيقي والأداء بالإنكليزية والفرنسية واليونانية. الفنان ذو الحضور القوي، سطع نجمه في ستينات القرن الماضي وسبعيناته. تميز بلحيته الطويلة وبدانته طوال مسيرته الفنية التي تكلّلت بجوائز عالمية وبدخوله موسوعة «غينيس» بعدما حققت إحدى أسطواناته مبيعات قياسية. باع أكثر من 60 مليون ألبوم حول العالم، وكان آخر أسطواناته في العام 2009. صوته الرخيم والشجيّ الذي تميزه بحة يستطيع المرء تمييزه من بين آلاف الأصوات، ليس وحده ما يضع روسوس، الذي ولد في الإسكندرية في كنف عائلة يونانية اضطرت للعودة الى أثينا بعد تأميم قناة السويس، في خانة التفرّد، بل للرجل الذي يكنّ مشاعر للعرب ويناصر قضاياهم ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطينولبنان وضد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003، مواقف ثورية تُحسب له، سواء في اليونان أو في العالم العربي. لروسوس ذكريات كثيرة في لبنان ومصر، حيث ترعرع وتعلّم ألف باء الموسيقى مع جوقة الكنيسة الأرثوذكسية. وقال ذات يوم: «أحتفظ بذكريات جميلة من الإسكندرية، وتمثل مصر بالنسبة إلي جذوري العربية وأنا حتى اليوم أتكلم العربية باللهجة المصرية. أنا فنان صاحب عقلية عالمية، أملك الجانب العربي من طفولتي، والجانب اليوناني عبر ثقافتي، والجانب الحياتي اليومي من الثقافة الأنكلو- ساكسونية والفرنسية. هذا المزيج الذي قوي عبر أسفاري يمنحني سهولة في التأقلم مع الحضارات المختلفة». أحيا حفلات تاريخية في لبنان في مهرجانات بعلبك وصور وجبيل (2001) وعلى مسرح نادي السان جورج في بيروت (1997) وفي نادي «لاماكومبا» (1997) وفي طرابلس على مسرح «لاس ساليناس». وكانت مهرجانات إهدن الدولية آخر محطات جولته الأخيرة في العام 2014 حين عرّج أيضاً على الإسكندرية والقاهرة. تعرّض صاحب «For ever and ever» للخطف في بيروت على يد إحدى الميليشيات المشاركة اليوم في السلطة، ضمن مجموعة من الأجانب كانت في طائرة «T.W.A» في 14 حزيران (يونيو) 1985، وأمضى أياماً «حارة» وسط مفاوضات بين أطراف لبنانيين، ولقي معاملة خاصة تليق بمغنّ عالمي في حجمه. لكن ذلك لم يحل دون عودته الى لبنان في 1995.