بكين - أ ف ب - لم يكتف أصحاب الثروات الكبرى في الصين بإبداء مناعة أمام الأزمة، لا بل عرفوا ازدهاراً هذه السنة، وما زالت ثرواتهم تتبلور في فقاعتهم الذهبية بعيداً من مشاغل العالم ويستهلكون المنتجات الفاخرة بوتيرة هائلة. ففي قلب بكين، يمتد شارع جينباو بطول 800 متر كل سنتيمتر مربع منه يزن أضعاف وزنه ذهباً، حيث يؤوي وكالات سيارات «رولز رويس» و «بوغاتي» والمتاجر الفاخرة مثل «غوتشي» و «كارتييه» الى جانب نادي النخبة «هونغ كونغ جوكي كلاب» وفنادق فخمة من خمس نجوم. وبفضل العقارات والبورصة، بات أصحاب الثروات الألف الأضخم في الصين التي نشرت مجلة هورون ترتيبها أخيراً، يملكون مجتمعين 571 بليون دولار في أيلول (سبتمبر) الماضي مقابل 439 بليوناً العام الماضي، أي أكثر من اجمالي الناتج الداخلي في أندونيسيا او بلجيكا. كما باتت بكين الثالثة عالمياً من حيث مبيعات «رولز رويس» بعد دبي وأبو ظبي، اذ بيعت فيها ثلاث سيارات فانتوم في العام الماضي، بفارق اسبوع بسعر 700 الف الى مليون يورو بحسب ميزات كل منها. واكد ويلسون هو المدير العام لشركة «لامبورغيني» في بكين ان «زبائنه هم 100 في المئة صينيون وفاحشو الثراء». وأضاف: «انهم رجال أعمال ناجحون في قطاع العقارات والترفيه والمال ومناجم الفحم او الفولاذ، كما انهم شبان يافعون. وفي حي فاخر آخر، احتل متجر «لوي فويتون» الأضخم في بكين ثلاثة ادوار، واكتظّ بصينيات حملت بعضهن رزماً كثيرة أمام الصندوق. وافتتحت الشركة متجراً في الشهر كمعدل لهذ العام في الصين حيث سجَّلت «أداء استثنائياً». في متجر قريب لدار المجوهرات «كارتييه»، وقفت بائعة تضع قفازين أبيضين امام واجهة تعرض ساعة ضخمة من الذهب الأبيض المرصع بالماس بسعر 123 الف يورو. وفي شارع جيمباو، الأجواء هادئة، والسجاد سميك وازهار الزنبق تزين صالونات نادي «هونغ كونغ لركوب الخيل». ويبلغ بدل العضوية 25 الف يورو في اكثر النوادي نخبوية في العاصمة، الذي يضم 300 عضو. وذات مرة استقدم النادي خياطين من ايطاليا خصيصاً لتفصيل بدلات خاصة لأعضاء النادي. كما يفترض بالموظفين ان يعرفوا ليس أسماء أعضاء النادي فحسب، بل ايضاً نوع الشاي المفضل لديهم.