في طريقها لمقر عملها في مختبرات شركة أرامكو السعودية في الظهران يوم غد الأحد، قد تمر على مخيلة نادرة العواني مسيرة ثمانية أعوام قضتها في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث، غادرت نادرة السعودية وهي تحمل شهادة البكالوريوس، لكنها عادت في ختام رحلتها حاملة شهادة الدكتوراه، فضلاً عن الماجستير من اثنتين من أرقى الجامعات الأميركية، حصلت الدكتورة نادرة العواني على شهادات الدراسات العليا في تخصص الكيمياء التحليلية بعد أن كان إكمال الدراسة بالنسبة إليها «كما وصفته» طموحاً يصعب تحقيقه، إلا ان التحاقها ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في مرحلته الثالثة حقق لها هذه الأمنية، لتعود إلى وطنها حاملة شهادة الدكتوراه العلمية، ولم تكن نادرة المستفيد الوحيد من هذه البعثة فهناك زوجها صالح الذي غادر معها كمحرم مرافق، يحمل شهادة الثانوية العامة، لكنه عاد في ختام رحلتهما حاصلاً على شهادة البكالوريوس في تخصص الاتصالات الإدارية والتنظيمية، بعد أن أتاح له البرنامج إكمال دراسته الجامعية، وعلى غرار تجربة الدكتورة نادرة هناك الكثير من حكايا الإنجاز التي رافقت برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في مراحله ال10، التي بدأت منذ أن صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بانطلاق هذا البرنامج في عام 1426ه، مدة خمسة أعوام، وقد ابتعثت خلالها أعداد من الطلاب والطالبات إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، وغيرها من الدول المتقدمة في تخصصات متنوعة تلبي حاجة سوق العمل في المملكة وبعد انتهاء المراحل الخمس الأولى، وقناعة وزارة التعليم العالي بنجاح البرنامج، وتحقيقه الأهداف المنوطة به طلبت من مقام خادم الحرمين الشريفين التفضل بالموافقة على تمديده خمس سنوات أخرى اعتباراً من العام الهجري 1431ه، وجاءت موافقته على التمديد الأول للبرنامج خمس سنوات أخرى. وئام السعيد سعودية عملت في إحدى المدارس الخاصة كمعلمة لمرحلة رياض الأطفال، تنقلت بين عدة مدارس، قبل أن تلتحق كمرافقة مع زوجها المبتعث ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث لتعود محاضرة في إحدى أكبر جامعات المملكة حاملة شهادة الماجستير من جامعة أميركية، وتستعد لتحضير مرحلة الدكتوراه، وبحسب تجارب المستفيدين فإن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي خدم خلال سنواته ال10 الطرفين (الطلاب والطالبات) إلا أنه خدم الطالبات بشكل خاص. ويعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بأهدافه الأربعة «التنموية والعلمية والمجتمعية والثقافية» أحد أكبر إنجازات الملك عبدالله خلال فترة توليه الحكم، الذي جاء رافداً مهماً لدعم الجامعات السعودية، والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المميزة من أبناء الوطن، وليسهم في تنمية الموارد البشرية السعودية، وإعدادها، وتأهيلها بشكل فاعل، لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل، ومجالات البحث العلمي، استهدف البرنامج الذي يعد الأضخم على مستوى العالم في الابتعاث شريحة كبيرة من الشباب السعودي الراغب في الدراسة بالخارج، بالدرجات الثلاث «بكالوريوس وماجستير ودكتوراه « كما استفاد من هذا البرنامج عدد من الأيتام المستفيدين من الجمعيات الخيرية، إذ تم في المرحلة الأولى من البرنامج ابتعاث ما لا يقل عن 18 ألف طالب وطالبة، أما المرحلة الثانية التي وصفت بالمرحلة الماراثونية بعد أن أصبح الابتعاث مقصداً وحلماً شعبياً لفئة الشباب، إذ بلغ إجمالي المسجلين في البرنامج لغرض الابتعاث ما يزيد على 80 ألف طالب وطالبة، تم ابتعاث نحو 5305 مبتعثين، وفي المرحلة الثالثة بدأت في تموز (يوليو) 2007، وتقدّم لها نحو 32 ألف طالب وطالبة وتميزت هذه المرحلة بالتركيز على الابتعاث للماجستير والدكتوراه، إذ تم تخصيص ما نسبته 80 في المئة، وفي المرحلة الرابعة تقدم لها نحو 17 ألفاً و42 متقدماً ومتقدمة، تم الاختيار فيها على ثلاث مراحل الأولى تشمل 3500 مقعد مخصص للمبتعثين للدكتوراه والماجستير والزمالة الطبية وبكالوريوس الطب ونحو 1000 مقعد لخريجي الثانوية العامة، بينما المرحلة الثانية تشمل 1000 مقعد للحاصلين على الدبلوم بالكليات التقنية والصحية، والمرحلة الثالثة تشمل 1000 مقعد لطلاب التربية الخاصة بمختلف درجاتها العلمية، ووصولاً بالمرحلة ال10 الحالية التي تزامنت مع استكمال الوزارة لتقويم شامل للبرنامج، جرياً على ما تقوم به بعد انتهاء كل مرحلة، التي أسفرت عن تطوير تخصصات البرنامج، والتركيز على أفضل الجامعات العالمية في كل مجال دراسي وفقاً لأشهر التصنيفات العالمية للجامعات، كما تم تطوير الاستمارة الإلكترونية للمرحلة ال10 من خلال الربط الإلكتروني مع الجهات ذات العلاقة للحصول على بعض البيانات اللازمة للمتقدم، وبما يمكن الطلبة من رفع وثائقهم الشخصية، والأكاديمية أثناء التسجيل بيسر وسهولة. وأعلنت وزارة التعليم العالي في هذه المرحلة ترشيح 10491 متقدماً ومتقدمة للقبول، في رقم هو الأعلى في أعداد المرشحين منذ انطلاق البرنامج في عام 1426، وكان عدد المرشحين للقبول لمرحلة الدكتوراه بلغ (627)، و(1397) لمرحلة الزمالة الطبية، و(6741) لمرحلة الماجستير، و(1726) لمرحلة بكالوريوس الطب والعلوم الطبية. كما حظيت التخصصات النوعية بالحصة الأكبر من الترشيح للقبول، إذ حصلت التخصصات الطبية على أعلى معدل 37.40 المئة، تليها التخصصات الهندسية والحاسب الآلي 22.20 في المئة، ومن ثم التخصصات المالية والاقتصادية 17.07 في المئة متبوعة بتخصصات العلوم الأساسية بنسبة قدرها 12.36 في المئة، ثم تخصصات (الإعلام الرقمي، السياحة والفندقية، وعلم النفس الإكلينيكي) 5.51 في المئة، وتخصص القانون 5.45في المئة، وفي تصريحات للوزارة عن جديد المرحلة ال10 أوضحت أنها تميزت بتنوع التخصصات وتطويرها وفقاً لتقويم الوزارة السنوي لبرنامج الابتعاث الذي أسفر عن اعتماد 76 تخصصاً لهذه المرحلة شملت 23 تخصصاً في المجال الطبي، و35 تخصصاً في المجال الهندسي والحاسب الآلي، وخمسة تخصصات في المجال المالي والاقتصادي، وتسعة تخصصات في مجال العلوم الأساسية، إضافة إلى تخصصات القانون، والإعلام الرقمي، والسياحة والفندقة، وعلم النفس الإكلينيكي، وفي عدد إجمالي. يذكر أن الطلبة السعوديين المبتعثين ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» يبلغ نحو 150 ألف طالب وطالبة وفقاً لإحصاءات 2013، منهم نحو 110 آلاف في الولاياتالمتحدة الأميركية، وتأتي في المرتبة الأولى من بين الدول الأكثر ابتعاثاً، وحلت بريطانيا في المرتبة الثانية لناحية عدد المبتعثين، إذ يبلغون 14.459 مبتعثاً، تليها كندا ب13.801 مُبتعث، ثم أستراليا ب8789 مبتعثاً، ونيوزيلندا ب2049 مُبتعثاً، وأرلندا ب1707مبتعثين، والصين ب1143 مُبتعثاً، وماليزيا ب1105 مُبتعثين، وفي ألمانيا يبلغ عددهم 945 مُبتعثاً، و923 في فرنسا، و744 في بولندا، و609 في الهند، و499 في اليابان، و326 في هولندا، أما الدول العربية مجتمعة فتضم 16.364 مُبتعثاً.