أين حقوق المرضى وأخلاقيات الممارس الصحي؟ هل هي كلمات وجمل نحفظها عن ظهر قلب فقط أم هي سلوكيات حقيقية تُظهر الأحداث والمواقف صدقها وتمثلنا الفعلي بها؟ كيف ولماذا سمح الطبيب النفسي المعالج لعالم الآثار الراحل إلى رحمة الرحمن الرحيم أن يظهر على إحدى الصحف شارحاً سبب زيارة الراحل له والتشخيص المبدئي للحالة؟ من طلب منه ذلك؟ وأين أخلاقيات المهنة؟ رأيه الطبي والنفسي كان يمكن أن يدلي به في التحقيق وبشكل سري ولا يظهر على صفحات الصحف، هذا أبسط حقوق المريض الحي فكيف بشخص يقف الآن بين يدي الرحمن الرحيم؟ لن أصرّح بأن الدول المتقدمة سبقتنا في هذا المجال «لأنها فعلاً سبقتنا»، حقوق المرضى محفوظة ولا يمكن أن يتطوع طبيب أياً كان تخصصه بالحديث عن أسرار مرضاه تحت طائلة القانون إلا لو أستدعي «بصفة رسمية» أو أسهم ما يقوله أو ما يكشفه في الكشف عن جريمة مرتكبها على قيد الحياة «وليس تحت الثرى»! فإذا كان صوت العالم الراحل «خبا» إلى غير عودة فنحن جميعاً صوته ونطالب بتجريم ما حدث، والذي لم يشكل أي إضافة تذكر سوى تعزيز عدم الثقة بالأطباء النفسيين «بصراحة». منعت الصومال الشقيقة السيدات من لبس «المشدات» لأن المهيمنين «عليها الآن» يعتبرونها نوعاً من التدليس والغش، لأنها تجعل صدور النساء تبدو مشدودة «وهي غير ذلك»، الأدهى في الموضوع أن النساء قد يتعرضن للجلد لارتدائهن هذا الاختراع الشيطاني. ذكرني هذا الخبر غير «اللذيذ» بمحاكمة الصحافية السودانية لبنى بسبب إصرارها على ارتداء البنطلون والرؤية غير الواضحة لهؤلاء والذي أسمعه أحياناً في مجتمعنا بأن «البنطال» كما يحب البعض تسميته من لبس الكفار وأنه تشبّه بهم؟ ودائماً ما أجيب هؤلاء بأن «المشدات» أيضاً من لبس الكفار ومن اختراعهم أيضاً فلماذا ترتدينه؟ وأرجو بل أتمنى ألا تصل ثقافة منع «المشدات» إلى مجتمعنا وقد أعذر من أنذر! ولا أملك إلا أن أهديكم أيها الأعزاء مثلاً شائعاً لا أدري من أي بلد «جيء به» يعبّر عن ثقافة الفتاوى، والتي كان آخرها ما وصلني من الداعية أم أنس بتحريم جلوس المرأة على الكرسي، لأن ذلك قد يثيرها هي شخصياً نتيجة الاحتكاك بالخشب أو بالجلد! لأن الكرسي قد يجعلها تجلس «بصورة مثيرة للآخرين أيضاً، ولأن الكراسي مكان جلوس الشياطين أيضاً» وأعود للمثل لأختم به مقالي وهو «دوخيني يا ليمونة»! [email protected]