كشفت مصادر فلسطينية وأخرى أميركية تباعداً في الموقفين الاميركي والفلسطيني بسبب الاستيطان، في وقت علمت «الحياة» ان عباس لوّح للادارة الاميركية بالاستقالة، وأبلغ القيادة الفلسطينية قراره عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي موضوع المصالحة الوطنية، اكدت مصادر فلسطينية ان الادارة الأميركية طلبت رسمياً من عباس عدم التوقيع على الورقة المصرية وهددت بعقوبات اقتصادية، في وقت اكدت واشنطن ان تبني أي حكومة وحدة وطنية فلسطينية مبادئ اللجنة الرباعية شرط أساسي لايصال المساعدات لها. في غضون ذلك، جدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأسبوعية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قصر اليمامة في الرياض، إدانة المملكة اقتحام الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى، محذرا من العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذه «التصرفات الرعناء التي تتناقض مع الشرائع السماوية وقرارات الشرعية الدولية، وسيكون لها أثرها المباشر والخطير على الأمن والسلم الدوليين». وفي ملف عملية السلام، قالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» في رام الله ان الرئيس باراك اوباما اتصل هاتفيا بالرئيس الفلسطيني الاسبوع الماضي لتطمينه الى التزامه عملية السلام، وذلك بعد وصول رسائل فلسطينية اليه مفادها ان عباس ينوي الاستقالة احتجاجاً على تراجع ادارته عن التزامات سابقة بحمل اسرائيل على وقف الاستيطان، واطلاق عملية سلام تقود الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967. واوضحت المصادر ان عباس أعرب في لقاءات خاصة عن احباطه الشديد من ادارة اوباما، واتهمها بالتراجع حتى عن تعهدات الادارة السابقة بقيادة جورج بوش. واضافت ان عباس عاد محبطاً من زيارته الاخيرة لنيويورك ولقائه اوباما الذي رفض اصدار بيان يحدد فيه مرجعية العملية السلمية والهدف النهائي منها، وهو اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل على حدود الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، بما فيها القدس والبحر الميت والارض الحرام. وفي غزة، كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن عباس أبلغ اجتماعاً لفصائل منظمة التحرير واعضاء لجنتها التنفيذية الجمعة الماضي، تصميمه على عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأمهلهم عشرة أيام لتسمية المرشح المتفق عليه. واضافت ان عباس كان غاضباً جداً بسبب الانتقادات الحادة التي وجهت اليه في أعقاب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون في الثاني من الشهر الجاري. كما نقلت المصادر عن عباس قوله إن الادارة الأميركية طلبت رسمياً منه عدم التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، وان المبعوث الاميركي جورج ميتشل هدد السلطة وعباس بفرض عقوبات اقتصادية عليها في حال التوقيع. وأوضحت أنه رغم ذلك، قرر عباس التوقيع على الورقة. وفي واشنطن، أكدت مصادر أميركية مطلعة أن التباعد بين الموقفين الاميركي والفلسطيني مصدره موضوع الاستيطان وتمسك السلطة بتجميد كامل له في مقابل تحول جهود ميتشل باتجاه استئناف المفاوضات. واشارت الى تلاقي الجانبين الأميركي والفلسطيني في مسألة مرجعيات استئناف المفاوضات والتي ترفضها اسرائيل، واصرار واشنطن على تبني أي حكومة فلسطينية مبادئ اللجنة الرباعية كشرط أساسي لايصال المساعدات لهكذا حكومة، في اشارة الى حكومة وحدة قد تنبثق عن المصالحة الوطنية. وتضع واشنطن خط تبني أي حكومة وحدة وطنية لشروط «الرباعية» سقفاً أساسياً لتعاملها معها ومع أي اتفاق للمصالحة. واشارت المصادر الاميركية الى أن أوباما نقل لعباس هذا الموقف مرتين في اجتماعتهما في واشنطن ومن ثم في نيويورك الصيف الماضي، وأن الادارة ستقطع المساعدات الأميركية في حال عدم تبني هكذا حكومة شروط الرباعية الخاصة بالاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف.