تدفقت حشود غفيرة من السعوديين بعد صلاة عشاء أمس (السبت) على الديوان الملكي في الرياض لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ووري ثرى مقبرة العود في الرياض أول من أمس. واستمر توافد الملوك وأولياء العهود والرؤساء ونواب الرؤساء ورؤساء الحكومات ورؤساء المجالس النيابية من مختلف دول العالم لتعزية القيادة السعودية في الفقد الجلل، وفيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما قرر اختصار زيارة يقوم بها للهند، بحيث يصل إلى الرياض الثلثاء للقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعرب خلاله عن أحر تعازيه في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهنأ الملك سلمان بتوليه مقاليد الحكم في المملكة. وواصلت أجهزة الإعلام الغربية التنويه بالسلاسة التي تم بها انتقال الحكم في المملكة إثر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الخبير الاستراتيجي الأميركي أنطوني كورديزمان على صفحات مجلة «نيوز ويك» أمس إن انتقال الحكم من الملك عبدالله إلى الملك سلمان «درس يجب أن تتعلمه الولاياتالمتحدة والأطراف الخارجية الأخرى التي ظلت كلما مرض عاهل سعودي تطلق مخاوف ومزاعم عن خلافات وشقاق». وأكد أن كل الدلائل تشير إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يحظى بدعم شعبه وتأييده. واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس أن القيادة السعودية الجديدة وجهت سريعاً رسالة قوية بتعيين ولي العهد وولي ولي العهد. ووصفت الصحيفة المملكة بأنها «مستقرة في منطقة تمزقها الحروب الطائفية والإرهاب والقمع». ويستمر استقبال المعزين في الديوان الملكي السعودي يوماً آخر اليوم (الأحد). وقال المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمس إن البيعة التي عقدت لخادم الحرمين الشريفين أول من أمس هي بيعة شرعية. وأضاف أن على مواطني بلاده المحافظة على نعمةالاستقرار والأمان. وتواصل توافد المعزين من قادة دول العالم إلى الرياض، إذ وصل أمس ملك هولندا وليام ألكسندر، وملك إسبانيا فيليب السادس، وملك الأردن عبدالله الثاني، وولي عهد الدنمارك الأمير فريدريك أندريه، وولي عهد النروج الأمير هاكون ماغنوس، وشقيق العاهل المغربي الأمير رشيد، ورؤساء موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، والسنغال ماكي سال، والغابون علي بونغو أونديمبا، والأفغاني أشرف غني أحمد زاي، ونائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، ونائب الرئيس الإندونيسي محمد يوسف كالا، ونائب الرئيس الهندي محمد حامد أنصاري، ونائب الرئيس النيجيري محمد سامبو، ورؤساء وزراء أوكرانيا بيترو بوروشينكو، وروسيا ديمتري ميدفيديف، وهنغاريا فيكتور أوربان، والنمسا فيرنر فايمن، ولبنان تمام سلام، ونائب رئيس وزراء الصين يانغ جي تشي، ورئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي، ورئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني قاسم توكاييف، ورئيس البرلمان التشيخي بان هامساك، ووزير خارجية إيطاليا باولوا جينتيلوني، والرئيس التركي السابق عبدالله غول. وفي برلين، أعلن أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل طلبت من الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف تمثيل ألمانيا رسمياً في تقديم التعازي إلى القيادة السعودية. إلى ذلك، استغل السعوديون مواقع التواصل الاجتماعي في مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ أطلقوا ملايين «التغريدات» عبر موقع«تويتر». وذكرت شركة «تاكت» المتخصصة في التسويق الإلكتروني أن نحو مليون تغريدة أطلقت في وسم «وفاة خادم الحرمين الشريفين». أما وسم «اللهم ارحم الملك عبدالله» فوصل إلى 500 ألف تغريدة، فيما وصل وسم «وفاة الملك» إلى 228 ألف تغريدة. واستخدم السعوديون «تويتر» في مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد، مقسمين بالإخلاص للدين والملك والوطن «سلماً لمن سالمهم وعداء لمن عاداهم». وفي لندن، انضم كبير أساقفة كانتربري جستن ويلبي إلى مؤيدي قرار الحكومة البريطانية أول من أمس تنكيس علم الاتحاد حداداً على الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال كبير الأساقفة إن العاهل الراحل قام ب«دور مهم» في التقريب بين الأديان ومعالجة العنف بين أتباعها. وأضاف: «إن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون محقٌّ في نعيه للملك عبدالله وإنجازاته على مدى سنوات». وكان بضعة معلِّقين انتقدوا قرار تنكيس العلم فوق مبنى الحكومة في وايتهول بدعوى تطبيق السعودية عقوبة الإعدام. ومن المقرر أن يكون كاميرون وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وصلا إلى الرياض أمس لتقديم التعازي.