بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أمس زيارة رسمية لفرنسا هي الأولى له منذ وصوله إلى السلطة إثر انقلاب عسكري في آب (أغسطس) 2008 وانتخابه رئيساً للبلاد في 18 تموز (يوليو) هذه السنة. ويستقبل الرئيس نيكولا ساركوزي الرئيس ولد عبدالعزيز الأربعاء في قصر الاليزيه. ويتطلع ولد عبدالعزيز الى أن تكرس الزيارة انفتاح الغرب على بلاده بعدما تجاوز نظامه مشكلة الاعتراف الدولي عبر تنظيم انتخابات رئاسية قبلت قوى المعارضة المشاركة فيها واعتبر المجتمع الدولي انها كانت حرة وشفافة، ما أدى إلى إعلان مؤسسات التمويل الدولية استئناف تعاونها مع موريتانيا بعد تجميده لأكثر من سنة. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية (أ ف ب) أن زيارة الرئيس الموريتاني ستكرس تطبيع العلاقات بين الجانبين. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن «زيارة العمل» تشكل «تجسيداً لتطبيع العلاقات بين موريتانيا وفرنسا بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 18 تموز (يوليو)». وأكد أن الانتخابات أجريت «في ظروف قانونية وشفافة وفق لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة والتعددية الموريتانية وهو ما اثنى عليه المراقبون الدوليون كافة». وأضاف: «على الرئيس عبد العزيز ان يفي الآن بتعهداته بتحقيق التنمية والاستقرار في موريتانيا. التحديات كبيرة. وفرنسا، صديقة موريتانيا منذ عهد بعيد، ستواكب السلطات الجديدة في ما تبذله من جهود». وقال الناطق إن «الاتحاد الأوروبي سيستأنف التعاون بصورة تدريجية» مع موريتانيا، معتبراً ان الانتخابات «كرست الخروج من الأزمة وأتاحت استئناف التعاون الدولي مع هذا البلد». ويتصدر جدول أعمال زيارة الرئيس الموريتاني ملفات الإرهاب والتعاون والأمن في منطقة الساحل الافريقي التي تنشط فيها جماعات ارهابية مرتبطة ب «القاعدة» تشكل خطراً متنامياً على المصالح الفرنسية في المنطقة. وكان هجوم انتحاري استهدف السفارة الفرنسية في نواكشوط الصيف الماضي، كما قتل اربعة سياح فرنسيين في هجوم دموي مباغت على قافلتهم جنوب موريتانيا قبل عامين. وأصيب فرنسيان أيضاً بجروح متفاوتة الخطورة في حانة مجاورة للسفارة الاسرائيلية في نواكشوط اثر هجوم مسلح استهدفها، قبل تجميد العلاقات بين البلدين. وتبنى جميع هذه الهجمات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي نجح في تجنيد عشرات الشبان الموريتانيين بين صفوفه.