خطت قطر والسودان خطوة جديدة على طريق تحقيق الأمن الغذائي للبلدين والعالم العربي، ووقّع وزير الزراعة والغابات السوداني عبدالحليم المتعافي ورئيس مجلس إدارة شركة «حصاد الزراعية» العضو المنتدب ناصر الهاجري في الدوحة أمس، اتفاق تأسيس الشركة القطرية - السودانية للزراعة والإنتاج الحيواني. وأوضح الجانبان أن رأس مال الشركة «يبلغ مئة مليون دولار»، وسينفذ المشروع الزراعي على مراحل، وتوقعا أن «تبلغ قيمة الاستثمارات لدى اكتمال المشروع نحو بليون دولار». وأكد الهاجري، وتحظى الشركة التي يرأسها بدعم مباشر من أمير قطر، أن المشروع سيدار على أسس تجارية واقتصادية، «ويعكس حرص القيادتين القطرية والسودانية على الاستثمار المشترك». وقال: «نتطلع الى أن يكون المشروع نواة خير لاستثمار ضخم لتحقيق الأمن الغذائي (للبلدين) والعالم العربي والإسلامي والعالم». وأعلن «بناء مشاريع أخرى على نجاح هذا المشروع الزراعي المشترك». وشدد على حرص قطر على «استخدام أفضل الآليات والطرق الزراعية لتحقيق عائدات مرتفعة من الهتكار في السودان». وأوضح وزير الزراعة السوداني أن هذا المشروع «يجسّد رغبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوداني عمر البشير، في دعم الاستثمار المشترك في الزراعة». وأشار الى أن أمير قطر «أصدر توجيهاً خلال اجتماع عقده مع الرئيس السوداني قبل سنة ونصف سنة، يقضي بأن تستثمر الشركات القطرية في السودان في قطاعات عدة، في مقدمها الزراعة». وشدد على استخدام «أحدث تقنيات الزراعة وأفضلها، مشيراً الى ان المشروع سيكون نموذجاً رائداً سيستفيد من أراضي السودان الصالحة للزراعة، ومن توافر المياه أيضاً، والقدرات القطرية في مجال الإدارة والمال». واعتبر المتعافي أن المشروع، «في حال ظهور نتائج ناجحة في مساحة 20 ألف فدان تمثل بداية العمل (المزرعة التجريبية الأولى)، سينطلق بسرعة، ويمكن أن يستوعب استثمارات تفوق بليون دولار». وأوضح أن مساحة المشروع «تبلغ 255 ألف فدان، وستُزرع مساحة تتراوح بين 150 ألف فدان و170 ألفاً، لتُخصص المساحة المتبقية لإنشاء مساكن للعاملين فيه». وأعلن زراعة محاصيل عدة، في مقدمها القمح والذرة والرز والحبوب الزيتية والفول». وأشاد الوزير السوداني في هذا الاطار، بالاستثمارات السعودية والكويتية والإماراتية والأردنية والقطرية في السودان، ورأى أن إمكانات السودان الزراعية تساهم في توفير الأمن الغذائي للعالم العربي». وكشف أن حجم الاستثمارات العربية في مجال الزراعة «بلغ بليوني دولار»، لافتاً إلى «توجه في دول عدة للاستثمار في السودان». وعن العلاقة السودانية - الأميركية، أكد المتعافي «السعي إلى رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على السودان»، مشيراً إلى «إعلان الإدارة الأميركية سياسة جديدة نحو الخرطوم تشمل مراجعات وشروطاً في شأن العلاقة معها». وشدد على أن بلاده «بدأت حواراً مع الإدارة الأميركية ليس في المجال الزراعي، بل بهدف رفع العقوبات». وأعلن زيارة كاليفورنيا في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ل «الوقوف على التجربة الأميركية الزراعية خصوصاً في مجال انتاج الفواكه». ورأى أن تطور العلاقات بين البلدين في المجال الزراعي، «رهن بتحسن العلاقات السياسية ورفع العقوبات».