احتضنت جامعة الملك سعود في الرياض أمس، أول مؤتمر علمي تطبق التوصيات فيه مباشرة من دون انتظار اعتمادها، إذ بدأ بالإعلان عن تمويل 100 مشروع طلابي، ومباركة المبادرات من دون التنظير لها. وأكد أمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود، خلال افتتاحه المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال، نيابة عن ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أن التعليم العالي في السعودية يتجه بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني. وقال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، في كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر: «الجامعة تدرك أن على عاتقها رسالة أعمق من التعليم وحده، وأنها جزء من شراكة مجتمعية تلتقي فيها الأهداف المشتركة، من أجل بناء كوادر هذا الوطن، وتأهيل أبنائه لبناء المستقبل»، مضيفاً أن تقدم الدول يقاس بمستوى معرفة مجتمعها. ورأى العثمان أنه لم يعد مقبولاً، أن تستمر تلك الفجوة التقليدية بين أنشطة ومخرجات العمليات التعليمية والبحثية في الجامعات، إضافة إلى هدر الثروة البشرية من خريجي وخريجات الجامعات، من دون أن يتحقق المردود الاستثماري والاجتماعي والثقافي منها، «عندما تتخرج من دون تمكينها من ممارسة أنشطة وأعمال ووظائف حقيقية منتجة». وأشار إلى أن الجامعة تولدت لديها قناعة عميقة بأن ريادة الأعمال هي أحد أهم المفاتيح الأساسية لبناء اقتصادات المعرفة، إضافة إلى التحول نحو التعليم والتعلم التطبيقي المنتج، وبناء الطلاب كرواد قادرين على نقل المعرفة والتقنية، مع التركيز على الأبحاث ذات الطبيعة التطبيقية المباشرة. وذكر أن المؤتمر لم يعتمد على البحث العلمي والأوراق الأكاديمية المباشرة، بل نهج منهجاً عملياً في مشاركاته وأطروحاته، «فمن خلال المؤتمر بدأت الجامعة مشروع تشغيل الطلاب الموجه، ليشارك أكثر من 200 طالب في العمل في لجان المؤتمر. كما أتاح المؤتمر للطلاب المبدعين المشاركة في المعرض بابتكاراتهم واختراعاتهم، فيما سينطلق من هذا المؤتمر تمويل 100 مشروع طلابي، ليكونوا إضافة حقيقية لبناء الاقتصاد المعرفي في وادي الرياض للتقنية». وأضاف أن جمعية ريادة الأعمال ستطلق الرخصة الدولية لريادة الأعمال «كأول رخصة مهنية تؤهل الشباب، كي يكونوا قادرين على إنشاء عمل حر. كما سيوقع في المؤتمر ممثل الطلاب في الجامعة أكثر من مبادرة تخدم طلاب وطالبات الجامعة». ولفت إلى أن جامعة الملك سعود باحتلالها المرتبة ال 247 في أول تصنيف لها في تصنيف «تايمز كيو إس» للجامعات، «تعلم أن هذا هو بداية الطريق لريادة تتطلب الكثير من منسوبيها وطلابها، لبناء حلم الجامعة في تقدمها العلمي بين الجامعات العالمية المرموقة»، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى لأن تعكس مكانتها في كل إجراءاتها ومناهجها وطرق تدريسها وخدماتها وإنجازاتها العلمية والبحثية والابتكارية. من جهته، أوضح رئيس اللجان المنظمة للمؤتمر الدكتور أحمد الشميمري، أن جامعة الملك سعود تشهد نهضة تطويرية ضخمة، مشيراً إلى أنها أولت ريادة الأعمال أهمية بالغة، تمثلت في إنشاء أول مركز لريادة الأعمال في الجامعات السعودية بموافقة من خادم الحرمين الشريفين، كما أنشأت الجمعية السعودية لريادة الأعمال، لتكون الجمعية العلمية على مستوى الوطن الراعية لهذا العلم وتأصيله وتطويره، إضافة إلى البدء في تطبيق برنامج فريد بالاشتراك مع جامعة سويدية عريقة، يتمثل في زمالة جامعة الملك سعود لريادة الأعمال، «حيث لا يتخرج الطالب بشهادة من ورق، ولكن بمشروع من ورق إن لم يكن ذهباً وألماساً». إلى ذلك، أشار وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي بن سعيد الغامدي إلى أن المؤتمر يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، لتناوله كل الرؤى والتجارب في دعم وإنماء ريادة الأعمال، وتنمية التفكير الريادي واقتصادات المعرفة، وتطبيق مفهوم المجتمع المعرفي، والتحول نحو التعليم التطبيقي المنتج. وأكد أن المؤتمر يأتي ضمن توجه جامعة الملك سعود نحو الاهتمام بريادة الأعمال، من أجل رعاية وتبني العناصر البشرية والمشاريع الريادية، وتوفير متطلبات ومقومات التفكير الابتكاري والسلوك التطويري لدى أفراد المجتمع، بما يسهم في معالجة الفجوة بين المعرفة والتطبيق.