كشف المدير التتنفيذي لمشروع التشغيل الذاتي في هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك عن إطلاق مشروع «الإسعاف الطائر» رسمياً خلال الشهر المقبل، بعد وصول أول طائرتين للمملكة التي تمثل الدفعة الأولى من الأسطول الجوي الإسعافي، لافتاً إلى أن «الهيئة» لديها توجه لإيجاد خدمة إسعاف «بحري» خلال الأعوام المقبلة سيعلن عنها في وقت لاحق، بهدف تنويع الخدمة الإسعافية. وأضاف في مؤتمر صحافي أول من أمس أنه سيتم الاستعانة باستخدام 28 طائرة هيلكوبتر، و6 طائرات متوسطة المدى لتغطية مختلف المناطق وشمولها من الخدمة الجديدة على مدى الأربعة الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الخدمة ستبدأ ب6 طائرات كمرحلة أولية هذا العام في الرياض ومكة المكرمة»، وعدد الطاقم لكل طائرة من 8 إلى 10 أشخاص، ومسعفين جويين، حصلوا على دورات مؤهلة، وعملهم في الفترة الصباحية وتتبعها الفترة المسائية بعد أشهر من انطلاق الخدمة. واعتبر البيوك مشروع «الإسعاف الطائر» نقلة نوعية في الخدمة الإسعافية المقدمة حالياً وأنها دعم للإسعاف الأرضي، والاستفادة من عنصر السرعة «الزمن» في نقل الحالة الحرجة بشكل عاجل إلى المستشفى المعالج له في إطار مبدأ «الساعة الذهبية» الذي يعني أن تتحرك «طائرة الإسعاف» من موقعها وتنقل المريض من مكان الحادثة ثم تعود خلال ساعة زمنية. وأوضح أن الخدمة الإسعافية الجديدة تنقسم إلى ثلاثة مستويات، المستوى القصير وتكون المسافات التي تقطعها الطائرات لا تزيد عن 120 كيلو متراً من نقطة الانطلاق بحيث يكون الوصول إلى الموقع ونقل المريض خلال ساعة، والمستوى المتوسط فالمسافات فيها 500 كيلو متر، وليس شرطاً أن تهبط الطائرات في المطارات كما هو متعارف عليه في السابق، والأخير المستوى البعيد فستستخدم طائرة في حال الكوارث أو الطارئة. وعن التوجه لاستخدام التقنية الحديثة في أقسام الهلال الأحمر، قال: «هناك برنامج جديد تقني لإدارة العمليات التي تعتبر عصب العملية الإسعافية، وتربط بين العميل ومقدم الخدمة، وهي معرفة موقع المتصل «المبلغ عن الحالة» واختصار الوقت باستخدام الإحداثيات، ونقل معلومات عن حالة المريض فور نقله بالسيارة وتزويدها للمستشفى المستفيد (المنقول له الحالة) ثم استشارة الطبيب المعالج»، مؤكداً أن «الهلال الأحمر» يشهد حالياً نقلة نوعية كبيرة في جميع الجوانب المالية والإدارية والفنية، انطلاقاً من الفكر التنموي والمتطور والدعم المتواصل من رئيس الهيئة الأمير فيصل بن عبدالله. من جانبه، ذكر مدير التخطيط والموازنة في هيئة الهلال الأحمر عبدالعزيز أبو بكر أن «الهيئة» جهاز خدمي وليس أكاديمي، إذ إنه أعلنت عن 500 وظيفة أكثر من مرة، لكن لم يتقدم إلا 70 شخصاً، مشيراً إلى أنه يوجد توافق مع وزارة التعليم العالي على توفير 50 مقعداً للهلال الأحمر، وخطة الابتعاث المطروحة ستكون حلاً لسد النقص من الكوادر الوطنية المؤهلة. وعن سبب عزوف الشباب السعودي عن العمل الإسعافي على رغم المزايا الوظيفية الجيدة، أوضح أبو بكر أن طبيعة العمل في الميدان بالنسبة إلى المسعفين صعبة ولو قدر للشاب الاختيار بين العمل في الميدان والشارع ومقابلة الجمهور والظروف الصعبة أو العمل في داخل المستشفى لاختار المستشفى، لأنه يرى أنه الأفضل من دون مشقة، وحجم المضايقات والإشكالات التي يتعرض لها المسعفون من حالات التجمهر على المصابين واللحاق بسيارات الإسعاف.