طهران، إسلام آباد – رويترز، أ ف ب، وكالة «فارس»، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - حضّ وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار نظيره الباكستاني رحمن مالك الذي التقاه في إسلام آباد أمس، على تسليم عبدالملك ريغي زعيم جماعة «جند الله» التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي أسفر الأحد الماضي عن مقتل اكثر من 40 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري» في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي ايران المحاذية لباكستان. تزامنت زيارة نجار مع تأكيد وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي أن باكستان «تواجه اختباراً جدياً»، محذراً من أن «الممارسات الإجرامية ستمتد عاجلاً أو آجلاً الى داعميها». وقال نجار بعد وصوله الى إسلام آباد حيث استقبله مالك: «لدينا أدلة تشير الى ان ريغي يعبر (الحدود) بسهولة. جئنا نطلب من أصدقائنا تسليمنا ريغي، لتهدئة التوتر في الجمهورية الإسلامية والذي لا يخدم علاقات حسن الجوار بين الدولتين». وقبل مغادرته طهران متوجهاً الى إسلام آباد، قال نجار ان «الشعب الايراني يتساءل كيف يمكن لعناصر هذه الزمرة التي ارتكبت أعمالاً مماثلة، ان تتحرك بكل سهولة على أراضي باكستان الدولة الجارة والشقيقة والصديقة»، معتبراً أن «الوقت حان للعمل على اجتثاث جذور الإرهاب الى الأبد». وأفادت وكالة «فارس» بأن مالك «تعهد» لنجار «التعاون مع ايران في القبض على ريغي وتسليمه للجمهورية الإسلامية». ونقلت عنه قوله ان «اعداء البلدين يسعون الى نسف العلاقات بينهما، ولذلك يجب التحلي باليقظة والحذر والتعاون المشترك للحيلولة دون حصول مؤامرات مماثلة». وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن مالك قوله قبل وصول نجار الى اسلام آباد: «ندرك مدى قلق الأخوة الإيرانيين، لكن ريغي وجماعته غير متواجدين على الأراضي الباكستانية. وإسلام آباد سلّمت طهران أخيراً 18 عنصراً من هذه الزمرة، بينهم شقيق ريغي، حتى تثبت تعاونها». ونقلت وكالة «فارس» عن جلال صياح مساعد محافظ سيستان بلوشستان قوله ان «اربعة باكستانيين قتلوا» بسبب التفجير. وأضاف ان الانتحاري «تدرب قبل أربعة شهور في احدى قواعد ريغي في باكستان»، مشيراً الى ان التحقيق اظهر انه وصل من باكستان عشية الاعتداء وكان يريد التوجه الى مكان الاجتماع «لكنه فجر نفسه داخل المعرض خشية التعرض للتفتيش». في الوقت ذاته، أكد رجل الدين كاظم صديقي ان «الشعب الايراني الذي مرغ أنف الشرق والغرب في فترة الدفاع المقدس (الحرب مع العراق)، لن يصعب عليه الانتقام من زمرة إرهابية لا يمكن اعتبارها شيئاً يذكر وتفتقد الى قاعدة شعبية».