في البداية كان السؤال حول جاهزية الحكم ألن وايلي البدنية، ثم عن الكرة التي تم شراؤها من مخازن نادي ليفربول. لكن نجاح فريق سندرلاند في آخر مباراتين يعتبر خطوة زلزالية للمدير الفني ستيف بروس.وكان خروج الفريق بتعادل (2-2) من ملعب أولد ترافورد نقطة إيجابية، لكن بالنسبة إلى الطرد التافه لكيران ريتشاردسون يعتبر التعادل فوزاً للفريق، الفوز على ليفربول قد يكون أعظم بالنسبة إلى ال”البلاك كاتس”، نظراً إلى الظروف الغريبة التي رافقت تسجيل هدف الفوز. يحتل فريق سندرلاند المركز السابع، ويتقدم على ليفربول وهم الآن الدخلاء الجدد على فرق المقدمة في الدوري. المدرب ستيف بروس هو العلامة التجارية للثورة، نسبة إلى التعاقدات التي قام بها في الصيف الماضي، لكن طريقة بروس تختلف عما قام به المدير الفني السابق للفريق روي كين، فمن خلال 6 تعاقدات قام بها كين، ثلاثة منهم تم بيعهم و3 آخرين هم الآن خارج أسوار النادي بنظام الإعارة. شعار ستيف بروس هو النوعية وليس الكمية، وعلى سبيل المثال أن لاعب الوسط أندي ريد يقدم افضل مستوياته في الملاعب، عدم الخوف من الخصم هو ما عمل عليه ستيف بروس، بعد تجربتي روي كين ثم ريكي سبراجيا الموسم الماضي، واللافت أن الفريق انتزع نقطتين من مبارياته أمام “البيغ فور” من 16 ممكنة، في حين مع ستيف بروس غنموا 4 نقاط من مباراتين فقط. قوة سندرلاند تكمن في مركز الوسط المدافع أو المحور فبروس استقدم معه لاعب منتخب إنكلترا للشباب لي كاتيرمول، والأخير شكل حائط صد جيداً، إلى جانب القائد الجديد لوريك سانا تماماً كما كان يفعل مع فريق ويغان يوم لعب مع الهندوراسي ويلسون بالاسيوس تحت قيادة ستيف بروس أيضاً، إلا أن اصابة كاتيرمول في لقاء ليفربول، واضطراره للابتعاد عن الفريق لمدة 3 أشهر سيرخي بظلاله السلبي من دون أدنى شك. في الهجوم وضعية الفريق جيدة، إذ سجل 13 هدفاً فالثنائي دارين بنت وكنوين جونز يعتبران من أفضل الثنائيات في الدوري الإنكليزي، اذ انهما من المهاجمين المختصين في هز الشباك ومن مختلف الاتجاهات، جماهير الفريق بدأت تقارنهما بالثنائي الذي قاد خط الهجوم قبل عقد من الزمن، وتكون من نيال كوين رئيس النادي الحالي ومعه مهاجم منتخب انكلترا السابق كيفين فيليبس. دارين بنت يشبه كثيراً كيفين فيليبس، فهو الاصغر سناً ولغاية الان تمكن من هز الشباك 8 مرات خلال 9 مباريات، ويشارك فرناندو توريس في صدارة الهدافين، ويأمل بتكرار موسم فيليبس عام 1999-2000، حين سجل 30 هدفاً في مختلف المسابقات ونال الحذاء الذهبي الأوروبي لأفضل هداف. أنهى سندرلاند ذلك الموسم في المركز السابع، بقيادة المدير الفني بيتر ريد، وفريق ذلك الوقت يشبه كثيراً الحالي من نوعية اللاعبين، اذ كان النجم الاسكتلندي دون هتشيسون بيضة القبان، وهو اصلاً من مدرسة ليفربول ومع لاعبين مثل بول بتلر ودارين وليامس وكريس ماكان واليكس راي وداني ديشيو ودارين هولوي وبول تريلويل وحتى البقية الذين حققوا مسيرة افضل مثل كيفين كلباين وغافين ماكان والحارس توماس سورينسن لم يكونوا الا عنصراً مساعداً في المجموعة. مجموعة ستيف بروس الحالية من النوعية الافضل بوجود لاعبين مهاريين مثل اندي ريد والفرنسي ستيد مالبرانك وهم يمولان المهاجيمن كثيرا، كيران ريتشاردسون يقدم لمحات رائعة ومعه المراهق الصاعد بقوة جوردان هندرسون. خط الظهر بحاجة الى المزيد من التماسك، اذ اهتزت شباكه 13 مرة في 9 مباريات، لكن وجود مايكل تيرنر سيزيد من الصلابة، الى جانب باولو داس يلفا وجون مانساه وانطون فرديناند. ستيف بروس صرح بشكل واضح بان فريقه قد يستهدف هذا الموسم كأس الاندية المحترفة، لأن البطولات الباقية اصعب، قد ينهي سندرلاند الموسم في مركز اقل من السابع الذي حققه عام 1999-2000، سيكون واحداً من اقوى الفرق التي قدمها “البلاك كاتس” في عصر “البريمييرليغ”.