مقديشو، باريس - رويترز، أ ف ب - قال قراصنة على متن سفينة ألمانية يحتجزون 24 رهينة أجنبية، أمس السبت، إنهم عادوا إلى الساحل الصومالي بعدما فشلوا في تحديد مكان أميركي يحتجزه قراصنة آخرون رهينة في قارب نجاة. وكان القراصنة يتمنون استخدام السفينة الحاوية الألمانية المخطوفة «هاسنا ستافانجر» وحمولتها 20 ألف طن للوصول إلى رفاقهم القراصنة الذين يحتجزون القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس في المحيط الهندي. وتوجد سفن تابعة للبحرية الأميركية قرب قارب النجاة. وقال قرصان على متن السفينة الألمانية عرّف نفسه باسم «سليمان» ل «رويترز»: «عدنا إلى ساحل هارديري. لم نتمكن من تحديد مكان قارب النجاة ... كدنا أن نضل الطريق بعدما لم نتمكن من العثور على مكان قارب النجاة». وخطفت السفينة الألمانية قبالة ساحل جنوب الصومال بين كينيا وسيشل وعلى متنها طاقم مكون من 24 شخصاً. وقال برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا إن شيوخ قبائل صوماليين وأقارب للقراصنة الذين يحتجزون فيليبس يعتزمون القيام بمهمة وساطة من أجل الافراج عن الرهينة. وقال أندرو موانغورا من البرنامج ل «رويترز»: «يريدون حل هذه القضية بطريقة التفاوض الصومالية المعتادة... يسعون فقط إلى الترتيب لعودة آمنة للقراصنة من دون حصولهم على فدية». وأرسلت الولاياتالمتحدة مزيداً من السفن الحربية في اتجاه قارب النجاة الموجود في المياه الدولية قبالة الصومال حيث يحتجز القراصنة فيليبس منذ محاولتهم خطف سفينته «مايرسك ألاباما» التي تملكها الدنمارك وحمولتها 17 ألف طن يوم الأربعاء. وبدا أن القبطان الأميركي تطوع لركوب قارب النجاة مع القراصنة في مقابل سلامة أفراد طاقمه الذين استعادوا السيطرة على السفينة التي تحمل مواد اغاثة غذائية إلى كينيا. وحاول فيليبس في وقت لاحق الهروب بالقفز من القارب لكن القراصنة سرعان ما أعادوه اليه. وقال مصدر من القراصنة إن العصابة تطالب بمليوني دولار من اجل الافراج عن فيليبس وكذلك ضمان لسلامتهم. من ناحية أخرى، اقتحمت قوات فرنسية خاصة يختاً خطفه قراصنة في مكان آخر في المنطقة، وأسفر الهجوم عن مقتل رهينة وتحرير أربع رهائن. وقتل قرصانان وألقي القبض على ثلاثة. ودافعت الحكومة الفرنسية عن هجومها لتحرير اليخت الذي خطف وهو في طريقه الى زنجبار مطلع الاسبوع الماضي وعلى متنه زوجان وطفلهما البالغ من العمر ثلاث سنوات. وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «قتل أحد الرهائن للأسف خلال العملية». لكنه أضاف أن الرئيس « يؤكد عزم فرنسا على عدم الرضوخ للابتزاز وهزيمة القراصنة». ولم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران أمس أن يكون الرهينة فلوران ليماسون، مالك اليخت «تانيت»، قضى «برصاص فرنسي». وأوضح الوزير لاذاعة «اوروبا 1» انه «سيتم إجراء تحقيق قضائي وعملية تشريح. وبالتالي فإنه لا يمكن استبعاد أن يكون الرصاص (الذي قتل به الرهينة) فرنسياً وذلك اثناء تبادل النار بين القراصنة وعناصر الكوماندوس». واكد: «لقد استخدمنا كل الوسائل لحماية أرواح الرهائن». في غضون ذلك، قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن قراصنة صوماليين هاجموا حاوية حمولتها 26 ألف طن ترفع علم بنما في خليج عدن أمس السبت ولكن البحّارة على متن السفينة أحبطوا الهجوم برش القراصنة بخراطيم المياه.