اكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي عزم المؤسسة العسكرية على «مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوة وحزم وصولاً الى استئصال جذوره من لبنان والتزامنا الكامل القرار 1701 بمختلف مندرجاته»، في وقت فكك الخبير العسكري في الجيش عبوة ناسفة معدة للتفجير كانت موضوعة إلى جانب طريق عام مجدليا - القلعة (طرابلس). وشدد قهوجي على «الحرص على إقامة افضل علاقات التعاون التنسيق مع القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل)، لمعالجة الاعتداءات والخروق الإسرائيلية للأراضي اللبنانية والحفاظ على الاستقرار المحلي والإقليمي»، وقال أمام وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب: « ثقتنا بقدرتنا على تخطي مصاعب المرحلة، فعل إيمان بحقنا المقدس في الدفاع عن أرضنا وشعبنا كما هو فعل قناعة راسخة بإرادة بلادكم الصادقة في مواصلة مساندة الجيش وتوفير مقومات الصمود للبنان». وتقدم الوفد الذي زار قيادة الجيش الملحق العسكري النمسوي العميد أندرياس ميمبور، إلى جانب ممثلي هيئة مراقبة الهدنة وقوات «يونيفيل». وقدم قهوجي عرضاً لأحداث العام الماضي وقال: «شهد العام المنصرم على المستوى الإقليمي استمراراً للأزمات السياسية والأمنية التي عصفت بالمنطقة العربية منذ مطلع العام 2015، ولا يزال العديد من بلدانها يتأرجح بين مخاض التغيير السياسي الصعب وبين الحروب العبثية الدموية التي يسعى من خلالها الإرهاب إلى تنفيذ مخططاته التدميرية، ومع تشكل التحالف الدولي لمحاربته بدأت نتائج هذا التحالف بالظهور تدريجاً من خلال الضربات المركزة التي تلقاها تنظيم «داعش» الإرهابي، وأدت الى تراجع مناطق نفوذه وتكبيده الكثير من خسائر، أما محلياً فإضافة إلى المصاعب السياسية وعدم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، فضلاً عن المصائب الاجتماعية والاقتصادية مع تدفق نحو مليون ونصف مليون نازح سوري الى أرضه، واجه الجيش اللبناني بدوره هجمة شرسة غير مسبوقة من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء في منطقة عرسال على الحدود الشرقية خلال شهر آب (أغسطس) الماضي، أو في منطقة الشمال خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، لكن الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه، إذ أحبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط هؤلاء الإرهابيين الهادف باعتراف القياديين الموقوفين منهم لدى القضاء إلى إقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر، وبالتالي حال الجيش دون إشعال نار الفتنة في البلاد وتعريض وحدة اللبنانيين لأخطار جسيمة، مجسداً التزامه اتفاق الطائف وإرادة العيش المشترك بين أبناء وطننا الواحد، وتبقى قضية العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية أولوية مطلقة بالنسبة إلينا، ولن نألو جهداً أو وسيلة في سبيل تحريرهم وعودتهم الى مؤسستهم وعائلاتهم». وتوجه الى الديبلوماسيين العسكريين قائلاً: «نتطلع بكل احترام وتقدير لوقوف بلادكم الى جانب الجيش في مواجهة الإرهاب والحرص على وحدة لبنان واستقراره في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه، ونثمن جهودكم في نقل الصورة الحقيقية عما يجري في بلدنا، خصوصاً المهمات التي يقوم بها الجيش وحاجاته القتالية المختلفة في ضوء الأخطار والتحديات الراهنة». وقال: «نعتبر مسارعة الدول الصديقة الى دعم الجيش دليلاً واضحاً على تضامنها مع لبنان الذي يشكل نموذجاً إنسانياً وحضارياً رائداً ودليلاً على ثقتها بدور مؤسستنا العسكرية في حماية هذا الوطن وإنجازاتها الباهرة في مكافحة الإرهاب الذي يشكل خطراً شاملاً يتهدد الإنسانية جمعاء ونؤكد في هذا الإطار انه سيكون لهذه المساعدات، وخصوصاً الهبة السعودية، بالغ الأثر في تعزيز قدرة الجيش على حسم الأمور لمصلحة لبنان». عبوة طرابلس - زغرتا وكانت شعبة المعلومات في الأمن العام عثرت صباح أمس، على عبوة معدة للتفجير على الأوتوستراد الرئيسي الذي يربط بين طرابلس وزغرتا. وحضر الجيش وبالتنسيق مع شعبة المعلومات تم عزل المنطقة. وأوضحت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أن العبوة كانت «مؤلفة من قارورة غاز بداخلها نحو 10 كلغ من المواد المتفجرة، وموصولة بصاعق كهربائي وفتيل صاعق وشريط كهربائي بطول 15 متراً». ولفتت إلى أن التحقيق «بوشر لكشف هوية الفاعلين». 14 آذار تدين الإرهاب وفي السياق، جددت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في اجتماعها الأسبوعي «شجبها الإرهاب والإجرام بكل مظاهره وتجلياته، ولا سيما التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا منطقة جبل محسن، مطالبة «السلطات اللبنانية، السياسية والأمنية والعسكرية، باتخاذ قرار حاسم ونهائي بمنع أي شكل من أشكال تصدير واستيراد العنف والإرهاب الى سورية ومنها». ولفتت الأمانة العامة في بيانها، إلى أن «معالجة العوارض الناجمة عن التدخل في الأزمة السورية من أي جهة، بمهدئات الحوارات الثنائية، على أهميتها في تنفيس بعض مظاهر الاحتقان، لا يمكن أن تضع حداً للإرهاب وتداعياته ما لم يُصَرْ الى فرض رقابة صارمة على طول الحدود بمعابرها الرسمية وغير الرسمية، ومنع «حزب الله» وغيره من المسلحين من اجتيازها بالاتجاهين». واملت «أن تكون تجربة سجن رومية مثالاً يطبق على ال10452 كلم2 في أقرب فرصة ممكنة».