استقال الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو أمس، قاطعاً ولايته الثانية قبل انتهائها دستورياً عام 2020، بسبب تقدّمه في السنّ وتراجع وضعه الصحي، ومتحرراً من «سجن» القصر الجمهوري، فيما اشار رئيس الوزراء ماتّيو رينزي الى «صعوبة» البحث عن خلف. وسلّم سكرتير الرئاسة كتاب استقالة نابوليتانو إلى رينزي ورئيسَي مجلسَي النواب لاورا بولدريني والشيوخ وبييترو غراسّو، علماً أن الدستور ينص على تولي رئيس مجلس الشيوخ مهمات الرئاسة بالوكالة، على أن تدعو رئيسة مجلس النواب خلال 15 يوماً إلى انتخاب رئيس جديد في اجتماع «الناخبين الكبار» الذين يتألفون من أعضاء مجلسَي التواب والشيوخ، إضافة إلى مندوبين من المقاطعات الإيطالية ال 18. ويحتاج انتخاب الرئيس في الجولات الانتخابية الثلاث الأولى، إلى غالبية الثلثين، وإلى الغالبية البسيطة ابتداءً من الجولة الرابعة. واعتبر رينزي ان البحث عن خلف لنابوليتانو سيكون «حساساً وصعباً»، داعياً الى انتخاب «شخصية تتولى دور الحكم المتوازن والحكيم والضامن للمؤسسات، فوق الأحزاب»، علماً أن تكهنات ترشّح للمنصب رئيسَي الحكومة السابقين رومانو برودي وجوليانو آماتو والرئيس السابق لبلدية روما والتر فلتروني وآخرين. نابوليتانو (89 سنة) الذي كان عضواً في الحزب الشيوعي الايطالي وقاوم الفاشية، تحدث عن عالم «صعب»، وحضّ إيطاليا على «الاتحاد في مواجهة الإرهاب، والحذر من دون إشاعة هلع لدى الناس، ومن دون أن يفقد أي طرف حرّيته المطلقة في السجال الديموقراطي والبرلماني». وأتاح الطقس الجميل لسكان في روما كانوا في ساحة القصر الجمهوري، الاقتراب من نابوليتانو والحديث معه. وأجاب الأخير على فتاة صغيرة سألته هل هو مرتاح لعودته الى منزله، قائلاً: «أنا مرتاح، آن الأوان (لذلك). هنا في قصر الرئاسة كل شيء جميل، لكنه يشبه بعض الشيء السجن. في منزلي سأكون بخير وسأتمكن من التنزه».