ثار جدل في بريطانيا بعد إعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن حزب "المحافظين" سيعتمد في حال فوزه في الانتخابات المقبلة «ميثاقا شاملا» يمنح اجهزة الاستخبارات المزيد من الصلاحيات لتتبع بيانات الانترنت والهاتف المحمول، في ما أطلق عليه النقاد «ميثاق المتلصصين»، إذ سيحجب التشفير عن تطبيقات مثل «أي ماسنجر» و «واتس آب». ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية اليوم (الأربعاء)، أن كاميرون اجتمع مع قادة الأجهزة الأمنية الإثنين الماضي لإعادة النظر في مخاطر حصول اعتداءات في بريطانيا، ولمناقشة الحوادث الإرهابية التي شهدتها فرنسا أخيراً، قبل ان يلقي خطابا في مدينة نوتنغهام اكد فيه إنه «إذا بقيت بعد الانتخابات رئيساً للوزراء، لن أعطي الإرهابيين مساحة آمنة للتواصل». وأشار كاميرون إلى أن حزبه سيعارض في تشريعات جديدة استمرار بعض الأنظمة الإلكترونية التي تستخدم اتصالات مشفرة لا يمكن الوصول إليها حتى مع وجود مذكرة قانونية. وفي المقابل، قال الناطق باسم «منظمة الخصوصية الدولية» (برايفسي انترناشونال) مايك ريسبولي إن «دعوة كاميرون لحظر التشفير تقوض حقوقنا والأمن»، مؤكداً أن أي تدابير لحظر البرامج المشفرة يصعب تنفيذها بسبب الآثار بعيدة المدى التي قد تترتب عليها. واضاف ريسبولي إن «المملكة المتحدة تخطط لحظر التشفير تماماً، وهذا لن يشمل فقط منع المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام وأدوات الاتصال، بل هناك الكثير من الخدمات تعتمد على التشفير مثل مواقع التوظيف والخدمات المصرفية وحجوزات الفنادق». يذكر أن تعهد كاميرون زيادة سلطات الدولة يأتي بعد أيام من خطاب نادر لرئيس وكالة الاستخبارات الداخلية (ام آي 5) اندرو باركر قال إنه «نولي اهتماما رئيسا للفجوة المتنامية بين تزايد التهديد الأمني وتراجع القدرة على مواجهته».