تعيش أسرة مكونة من عشرة أفراد (ستة أولاد وابنتين)، ووالدتهم ووالدهم المسن وضعاً مأسوياً للغاية، خصوصاً بعدما دهمت الأمراض رب الأسرة وعصفت به شيخوخة الكبر. أمام العوز الذي تقاسيه الأسرة، اضطر أبو عبدالعزيز إلى السكن في منزل متهالك لا يتجاوز إيجاره السنوي 12 الف ريال، ومع ذلك فتوفيره شبه مستحيل على العجوز المسن، لقلة دخله وتراكم الديون عليه من جراء مصاريف الجراحات التي أجريت له في القلب. أكثر ما يخشاه أبو عبدالعزيز أن يتأثر أبناؤه سلباً بالحياة القاسية التي يكابدونها، موضحاً: «يشاهدون غيرهم من الأطفال يلبسون الغالي والنفيس ولا تخلو أيديهم من النقود، بينما لا أستطيع توفير ذلك لهم». ولا يخفي رب الأسرة المحبط أنه لا ينام معظم الليالي بسبب رحمته بأبنائه وخوفه عليهم، جراء شعورهم بالنقص من أقرانهم، «عندما يطلبون مني شيئاً لا أستطيع جلبه لهم تكاد تنهمر دموعي، ولكن ماذا أفعل؟». ويناشد أبو عبدالعزيز أهل الخير مساعدته ومساعدة أبنائه، مؤكداً أن ظروف الحياة القاسية أجبرتهم على العيش مع الفقر والحزن والعجز في مسكن واحد بعيداً مما يتوافر لأطفال الأسر الغنية، لافتاً إلى أن صاحب المنزل بات يهددهم بالطرد خارجه إن لم يدفعوا الإيجار. أبو عبدالعزيز الذي يعاني قصوراً في وظائف الشريان التاجي وارتفاعاً في ضغط الدم، إضافة إلى معاناته القديمة من داء السكري، ضاق به الأفق وأغلقت في وجهه وأسرته جميع الأبواب. ويشير إلى أنه أحياناً يتمنى الموت بسبب ما يشاهده في عيونهم من أسى وبؤس، خصوصاً عندما يطلب منه احد أبنائه مصروفاً للمدرسة أو مبلغاً لشراء لعبة من السوق، فقد أنهكته ظروف الحياة وضاق ذرعاً بمن حوله، وليس لديه بعد الله – كما يقول – سوى مساعدة أهل الخير والمسؤولين عن الجمعيات الخيرية.